الاستلاب
الاستلاب، في معناه النفسي والاجتماعي والسياسي هو: انفصال المنتج عما أنتجه: بين المواطن ومجتمعه. بين المجتمع وتاريخه. بين الشاعر ولغته. بين العامل وعمله. بين الإنسان وحريته..
يرادف بعض المهتمين بالمفاهيم بين الاستلاب والاستعمار، أو بينه وبين الاغتراب.. وهي وجهات نظر لها ما يبررها. لكن المهم هو معرفة السبب الذي يصل في معظم الحالات إلى سلب إرادة الأفراد والجماعات في نهايته المنكرة. يمكن تعريف الاستلاب بأنه: الكبت القسري لرغبات الفرد والمجتمع المشروعة. وهنا نصل إلى نتيجة سوداء، لأن مجتمعات العالم كله تعاني الاستلاب، وإن بدرجات مختلفة. وهنا يتقدم السؤال الظامئ: ما السبب في أن معظم البشر، إن لم نقل كلهم، يعانون فداحة الاستلاب؟
السبب النفسي والفلسفي والاجتماعي نجده في قول أحد المفكرين «إن تاريخ الاستلاب ليس إلا تاريخ الفكر المجرد المطلق. الفكر النظري» ترى ما معنى «الفكر المجرد المطلق؟» معناه أن لغة المجتمع منفصلة عن الواقع، فهو يعيش في حدائق الخيال السرابية. يعرفون «القلق الوجودي» بقولهم: «هو وقوف الإنسان تائها متمزقا بين الضرورة والحرية» وأعتقد أنه يغني عن كل ما قيل في الاستلاب قول شاعر لا أذكر اسمه، فلم أقرأ قصيدة قديمة أو حديثة «مترجمة» مثلها يقول:
«تنافر الأنغام داخلي يشعرني بالاضطراب
أتمنى لو أستطيع الفكاك من الانشغال بالذات
إنه يجذبني إلى هذا الاتجاه وإلى الاتجاه الآخر مثل قشة
الهوس بهذا وذاك يقلب الذات
لقد نشبت مخالبي في قلبي
مثل ذئب هاجم قطيعي
أبكي من الخليط المصطنع المكون لي
أنا طفل أسند رأسي إلى تنورة الحب
أنا غائب تماما «آمين» غافل عما كان
وعما يكون
ممن أستطع الحصول على تعويض عما تعرضت
له من ظلم»
هل رأيت تمزقا واضطرابا أروع من هذا؟!