آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:07 ص

الموهوبون بين رعاية الأسرة واهتمام الدولة

عباس المعيوف * صحيفة الوطن

من الطبيعي أن يكون اهتمام الدولة في بناء القدرات والمواهب الشابة من أبنائنا وبناتنا الموهوبين والموهوبات، محطّ نظر لأصحاب القرار، باعتبار أن المواطن هو اللبنة الأولى لصناعة النهضة وتقدمها واستشراف المستقبل.

كل هذا يعني بناء منظومةٍ الهدفُ منها صياغة عقل الطالب الموهوب على منهجية علمية، خلال إستراتيجية محددة يكون عاملا محفزا للطلاب المبدعين، والموهبة وحدها لا تكفي لصناعة الإبداع، فالطالب لا بد له من ممارسة رياضة التطوير العقلي وتنمية الذهن.

لذا، سعت كلٌ من وزارة التعليم ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، والمركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم العالي «قياس»، لتكون الجهات الرسمية لتنفيذها، ويدخل المشروع الوطني عامه التاسع من مسيرته التطويرية، بالكشف والبحث والتحري عن المواهب الوطنية الجادة في جميع الإدارات التعليمية. والغاية هو الهدف من اكتشاف الموهبة، وتوظيفها في المكان المناسب في كل المجالات العلمية، وهذا لا يأتي إلا خلال هندسة الزمان والمكان، ووضع منهجية شاملة للتعرف عليهم، وبالتالي الرفع من جودة المعايير، والجميل في البرنامج الضمان في تحقيق العدالة، والإنصاف بين المسجلين في البرامج الملائمة لهم، وينتج عن ذلك تأسيس قاعدة بيانات مهمة تربط جميع الموهوبين والموهوبات على مستوى المملكة، مما يتيح لهم تأسيس منظومة معلومات عنهم تكون محفوظة للأعوام القادمة.

من يتابع قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة، يجد مدى الإبداع والموهبة المغروسة في نفسوهم وثقافتهم وتربيتهم على كل الصعد.

الموهبة هبة من الله ويجب علينا المحافظة عليها وتنميتها بالتدريب والتعليم والاحتراف الثقافي والعلمي في مجال الإبداع نفسه.

إن الموهبة وحدها لا تكفي لصناعة الإبداع، فالطالب لا بد له من ممارسة رياضة التطوير العقلي وتنمية الذهن، وهذا لا يتأتى إلا خلال تقويمه ضمن برامج الموهوبين التي تشرف عليها عدة جهات رسمية وأهلية، وتتمثل في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، ووزارة التعليم، والمركز الوطني للقياس والتقويم.

وحتى الآن تم اكتشاف أكثر من 69 ألف طالب وطالبة على مستوى المملكة، وهذا ينم عن وعي الدولة لتطوير المستويين التربوي والعلمي لأبنائنا وبناتنا.

لذا، كان الهدف الذي تسعى إليه الدولة يصب في إعداد المواطن الصالح والاستفادة من الطلاب الموهوبين في خدمة بلادهم ونهضتها، والسعي إلى اكتشاف وفهم القدرات والاستعدادات لدى الطلاب الموهوبين وتوجيهها التوجيه السليم، كذلك توسيع مداركهم في مجالات مواهبهم وتوظيفها لخدمة أهداف التنمية مستقبلا، وتفجير المواهب الكامنة لديهم وتشجيعهم على التفكير والإبداع والابتكار.

وكل هذا تعويد الطلاب الموهوبين على الجرأة وإبراز ما لديهم من مواهب ثمينة.