مشاعر الفقد تترفق بها شبح ابتسامة
صباحكِ بهجة.. صباح الياسمين؛ هكذا كان يبدأ رسائله ذلك ”الشاعر المفرط في هدوئه كأنه يقيم في معبد، والمفرط في طفولته وكأنّ عمره لم يبدأ بعد“
الصديق العزيز جداً حسن السبع: مالذي يمكنني كتابته بعد مضي 365 يوماً دون صوتك، ودون ضحكتك، ودون إلتفاتاتك الذكية، وهي المدة الأطول في القطيعة بيننا، ومالذي يمكنني كتابته بعد رحيلك؟
يقول جبران: «ما زلت أؤمن أن الانسان لا يموت دفعة واحدة، إنما يموت بطريقة الأجزاء كلما رحل صديق مات جزء وكلما غادرنا حبيب مات جزء وكلما قُتل حلم من أحلامنا مات جزء فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة فيحملها ويرحل»؛ وأتسائل: أي جزء لازال حياً في قلبي بعد رحيلك؟
صديقي العزيز جداً: أخبرتني أنك تستعين بالضحك على الحُمْى إذا ماتعاظمت فتهون، ولكنك لم تخبرني بماذا أستعين على فراقك!
مر هذا العام ثقيلاً، منكسراً؛ مظلماً علينا جميعاً.. ففي كل خميس أرى الانكسار في عيون أخوتي وقلوبهم ولكن لا أحد يستطيع أن يبوح بذلك الألم، وكأنّا قد تواطئنا على الصمت المتعمد كمحاولة لانكاره.. برجاءالمستحيل أنك قد تعود يوماً كما هي عادتك..
صديقي العزيز جداً، و”عمو بابا“: حصلت أحداث كثيرة خلال هذا العام، ومع كل حدث أمر به؛ فأول ما يتبادر إلى ذهني هو محادثتك.. فاستطدم بحقيقة غيابك الأبدي وعدم مقدرتي على التواصل المباشر معك،.. حينها وللأبد..
صديقي العزيز جداً: في الشهور الاولى لرحيلك، توقفت تماماً عن القراءة وأعلم أن هذا من مسببات إزعاجك وغضبك، فقد كانت تلك مرحلة الصدمة وبواكير الغياب؛ إلا أنني بعدها تمالكت نفسي، إرضاء لك. وأود إخبارك أنني ومبالغة في إسعادك؛ قد حضرت معرض الكتاب الدولي في البحرين رغم مشاعر الألم لأنك لن تشاركني رأيك في ما اقتنيت من كتب..
صديقي العزيز جداً: تؤرقني فكرة انك مضيت ك «ومضةً من بروق الذكاء نيزكاً أرهقته الجهاتُ إلى أن هوى.. شعلةً من غضبْ أطفأتها أخيراً رياح التعبْ».
صديقتك دائماً
رائدة