آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

النرجسية وذاتية الاختلاف

جمال الناصر

تأتي النرجسية في مسارها التعريفي، بكونها الأنانية وحب الذات، نتيجة الاضطرابات الشخصية، لتكن ثيمتها الغرور، سعيًا وراء الإحساس شعوريًا بالأهمية، وإن جاء عبر إدخال الآخرين زاوية ”التهميش“، أو بالأحرى، البروز على عواتقهم بلا استشراف الحالة المنطقية من خلال التعاملات الاجتماعية والثقافية... إن كلمة - النرجسية -، لها دلالة أسطورية، حيث أنها نسبة إلى أسطورة يونانية، فيها أن ”نركسوس“، كان مفعم بالجمال، ليعشق ذاته، حتى الموت، حين أبصر وجهه ذات لحظة في الماء. إذًا تعد - النرجسية -، مرضًا نفسيًا، يعاني منه الفرد، كلما أعمل التوجه ناحيتها، لتراه مضطربًا على الدوام، غير راض عن ذاته حينًا، وعن الآخرين أحيانًا أخر، يطربه الانتعاش بالتفرد، بإيجاد ظلاً، لظله في كل شيء، لا يقبل الرأي الآخر، إلا ما يتوافق، مع رأيه.

إن - النرجسية -، في العمل الاجتماعي - التطوعي -، آفة، كحبة من - الطماطم -، الغير صالحة الاستخدام، تنقل أثرها في بقية - الطماطم -، مع فترة زمنية بسيطة. إن الحالة التكاملية، سعيًا، ينشده كل عمل، ليكون هدفًا من أسمى الأهداف في ترتيب أولوياته. وعليه فإنه من الحرص بمكان، تجنب هكذا حالة مرضية، فقد تشكل عائقًا في بلوغ نافذة الضوء، لإيجاد، بيئة خصبة، بعيدة كل البعد عن القلق الفردي والجماعي، حيث أن الآثار السلبية لها - النرجسية -، ليس على مستوى الجماعة، وإنما على ذات الفرد بعينه، لتجعله قلقًا، مضطربًا، غير مستقر نفسيًا، لذا لا يستفيد من إمكانياته الفردية، التي يتمتع بها، باتخاذه البوصلة في مسافاته، ليقطع أشواطًا، لا تمنحه السعادة والراحة، والرضا.

نعم، أي عمل، يحتاج رواده إلى أن يكونوا جسدًا واحدًا، تجمعهم الألفة، الأهداف، إضافة إلى احتواء الآخر، التناعم على أوتار اجتهاده، ليتفانوا فيه، كلاً، لا فردًا. ما يعيب حقًا، أن تختمر الغيرة في ذواتنا، لتصل إلى مرحلة الحقد، تباعًا إلى الحسد، وهذا لكلا الجنسين، رجلاً كان، أم امرأة. ثقافة النتيجة، غاية حبلى بكل الجماليات، لنضعها نصب أعيننا، نسعى ناحيتها، متكاتفين، متعاونين، نشعر بأن الحب يحتضنننا، والابتسامة، حين تعلو شفتي هذا، أو ذاك، فإنها شفتي، تبتسم منةخلال مرآة ملامح شفاه، هي كانت لهم. أخيرًا، فإن - النرجسية -، في ابتعادها عن بيئة العمل، سيحل مكانها، كل ما يسر النظر، ويبهج القلب، ويغذي العقل.