المسحر: أخيط «الأكفان» لموتى صفوى منذ خمسين عامًا.. وأعتز بصنعتي
«أم محمد المسحر» هي سيدة قطيفية من مدينة صفوى، تعمل في مهنة خياطة الأكفان منذ خمسين عامًا، وذلك منذ بداية زواجها، ولقد كان تعليمها على يد والدة زوجها خالتها مليكة غزوي، وجدة زوجها زهرة دخيل.
أتقنت خلال مهنتها كيفية شراء الأكفان، والتمييز بين ألوانها، وأسعارها، وطريقة حياكتها.
وكانت لـ «جهينة الاخبارية» وقفة معها للتزود المعرفي من هذه المهنة، والتعرف على أسرارها ومكامنها.
هل هناك امرأة أخرى الآن بمدينة صفوى تعمل بنفس بمجالك؟
لا ليس هنالك امرأة أخرى غيري، وأنا فخورة وأعتز بصنعتي.
كيف كان يشترى قماش الأكفان قديما؟
كنا نشتري الأطوال من رجل يدعى «قطري» وأصله قطيفي، وهو يزور صفوى ويبيع فيها.
وكانت أطوال الأكفان صفراء اللون، أما الآن فهي بيضاء اللون وهو المستحب، على الرغم من رغبة الناس بالأصفر.
ما هي طريقة شرائكم للأكفان في الآونة الحالية؟
ابني محسن آل سليمان «أبو حسام» وزوجته «أم حسام» يقومان بشرائه من مدينة الدمام، وتكلف كل عشرة أكفان ألف ريال سعودي، «والطاقة» الواحدة يبلغ سعرها 180 ريال، وهي تكفي لعمل كفن واحد فقط، أما «الطول» فيبلغ مقداره 120 ريال، فنقوم بالعادة بشراء خمسة آلاف قطعة «طاقة»، كما أن هنالك أكفان تشترى جاهزة.
حديثيني عن سعر الكفن الواحد، بكم يباع؟
يبلغ سعر بيع الكفن الكبير مع الكافور 100 ريال فقط، أما الصغير فسعره 20 ريال فقط.
لماذا لم ترفعين السعر على الرغم من الغلاء وارتفاع أسعار القماش؟
ابنتي أنت تتعاملين مع الموت والآخرة، وليس تعاملك مادي.
كيف تتم عملية شراء الكفن منك؟
قديما وإلى فترة قريبة كان أهل الميت أنفسهم يأتون منزلي ويشترون ويدفعون.
أما الآن اقترحت جمعية الصفا الخيرية بأن يأتي أحد أعضاءها المسؤولين «هاشم الصفواني» ليأخذ كمية كبيرة من الأكفان التي فصلتها ويخزنها بدواليب المقبرة بصفوى بعد أن يكتب عليها دعاء الجوشن، ومن ثم تسلم لي الجمعية أسعارها لأشتري به قماش لتفصيل الأكفان.
معنى حديثك أنه لا يوجد أي مردود مادي لك! فعملك خيري بحت. جزاك الله خيرا.
هل يجوز أن يخاط الكفن؟
لا يجوز ذلك، فنحن نبتعد عن الخياطة في الكفن حيث يكره قص الكفن بالحديد، فنقوم بشطره وليس بقصه بآلة خياطة.
ماهي مكونات «الكفن الشرعي» للمرأة، الرجل والصغير؟
الكفن الشرعي للرجل عبارة عن عمامة «غترة»، دراعة، لفافتين وإزار «قطعة تلف البدن كاملا».
أما لباس المرأة فهو عبارة عن دراعة، وبخنع «حجاب»، وإزار، ولفافتين ومناوس «تحت الصدر لفافة الثديين».
ولباس الصغير يتكون من دراعة، ولفافتين، وعمامة «غترة صغيرة على رأسه».
لمن ستورثين المهنة يا أم محمد؟
لزوجة ابني محسن أم حسام «أفراح علي سعيد».
ما هو رأيك لو عرضت عليك جهة خيرية عمل دورات تدريبية في خياطة الأكفان للنساء والبنات؛ حتى لا تندثر هذه المهنة ولتنقلين خبراتك للجيل القادم؟
لا مانع لدي، وأرحب جدا، لكن بشرط أن تكون فترة الدوام صباحا، لأني لا أستغني عن الذهاب للعزاء والمجالس الحسينية عصرا.
أطال الله عمرك يا أم محمد، وبميزان أعمالك، فأنت بحق ثروة للبلد لم يلتفت إليها.