احتفال الزفاف بالنهار مرونة في الوقت ويحفظ النعمة و«يا عروس لا تترددي»
الكثير من العرائس لا يستمتعن باحتفال زفافهن بسبب الوقت المسائي المتأخر في بدأ مراسم الحفل والذي يعود لعدة أسباب منها وصول المدعوين بصالة الأفراح في وقت متأخر، فلجئت بعض العرائس إلى اختيار فترة النهار ليحتفلن بليلة العمر مع الأهل والأصدقاء وكسرنا بذلك حفل الزواج الليلي.
كان لجهينة الإخبارية وقفة مع العريس ووالدته والعروس وبعض المعازيم، لمعرفة لماذا فضلن تنفيد الاحتفال نهاراً.
قالت أم محمد «والدة العريس» أن اسباب تشجيعها للعروس ورغبتها لإقامة الاحتفال نهارا تعود إلى التعب والجهد أثناء فترة الليل وصعوبة المواصلات وترك الأطفال في البيت، ورغبتها باستقبال الضيوف بابتسامة وراحة جسدية، مشيرة إلى الأجواء الجميلة التي تشبه أيام العيد والاستيقاظ صباحاُ.
وبينت أنه عند حدوث الاحتفال ليلا يكون أحد الطرفين من النساء والرجال في مشكلة حيث أن الاحتفال في ذات الوقت، كذلك عند حضور بعض المعازيم مبكرا يخرجون مبكراً دون تقديم الضيافة لهم حيث أن البوفيه يكون مغلق ويفتح في ساعات متأخرة، إضافة لعدم رؤيتهم باقي الضيوف والأهل لحضورهم بأوقات متأخرة متفاوتة.
وذكرت أنهم بدأوا الساعة الواحدة والنصف ظهرا بتقديم وجبة غذاء «بوفيه مفتوح»، وأبتدأ الحفل الساعة الثالثة، وانتهى الساعة السادسة مساء، وأن حفل الرجال بدأ في الساعة الثامنة والنصف وانتهى الساعة العاشرة كوقته المعتاد.
وأشارت إلى الفرق الكبير بين الاحتفال المقام بالليل والنهار حيث أن «النعمة» الضيافة لا ترمى وتحفظ، وترجع الأمهات لأبنائهم الذين تم تركهم عند الآباء، إلى جانب ملاحظة اقبال الأهل والأصدقاء والكبيرات في السن، وعدم الازدحام في الشوارع وسهولة الحجز والتنظيم.
ولفتت إلى أنها اقتدت باختيار الاحتفال بالنهار بأخيها الصغير منذُ عشر سنوات، حيث رأت المتعة والراحة ومشاركة الأهل والأصدقاء الكبيرة.
واتفق العروسان مريم أحمد ورضا باقر اللذان أقاما حفل زفافهما نهاراً على أنهما لم يجدا صعوبة على الاطلاق في حجوزات الزواج بما يشمله من قاعة وبوفيه وما إلى ذلك، كذلك تمت حجوزات الكوافير والتصوير ولم يلقيا أي اعتراض فيما يخص الوقت.
وقالا أنه ببداية الأمر كانت مفاجئة للبعض من الأهل، فيما رحب البعض الآخر وأعجب بالفكرة، وأنه لا يخلو الأمر من بعض الاعتراضات والانتقادات التي جعلتهم يعالجون بعض المشاكل التي من الممكن حدوثها يوم الزواج.
وأكدت على أن الاحتفال بالزواج بالنهار كان كسرًا للروتين وأعطى مرونة في الوقت للجميع، ناصحة بعدم التردد وطرح الأفكار وتقديمها ليصبح حفل الزواج مليء بالراحة والفرح، لافتة إلى أن رأيها باتخاذ هذا القرار لقي الدعم الكبير من زوجها ووالدته ونال استحسان غالبية الأهل.
واعجبت المخطوبة «اليقين. ض» - إحدى الحاضرات - في زواج النهار بالفكرة، مثنية على التنظيم الحاصل، ومقدمة بعض الاقتراحات التي سوف تنفذها في زواجها بفترة النهار حيث قالت أنها ستدون فترة وجبة الغذاء بوقت محدد وبعدها سيغلق البوفيه لتبدأ مراسم الزواج واستقبال الضيوف، وستدون كذلك بدأ وقت زفة العروسة.
ولفتت إلى أن الوقت كافي وبإمكان العروس والضيوف الاستمتاع أكثر بالمكياج وتسريحة الشعر، بعكس الاحتفال المسائي.
ودعت قائلة «يا عروس لا تترددي»، مطالبة بأن تتقدم بكل ثقة وقوة، وأن تضع السلبيات والانتقادات جانباً، فيوم الزواج فرحة وسعادة.
وشاركت أميرة عباس برأيها حيث قالت أنها تفكر بإقامة احتفال زواج بناتها في النهار حيث أنهن يؤيدن ذلك، وإذ يعد حضور المناسبة في النهار أسهل في تلبية الدعوة وأن حضور المهنئين أكثر بكثير من الاحتفال المسائي.
ولاحظت أن البوفيه مفتوح لجميع الحاضرات حيث تسنى طول الوقت ضيافة الجميع والترحيب بهم وإكرامهم، ناصحة المقبلين على الزواج بالبساطة وعدم التكلف.
وقالت الأخصائية الاجتماعية حنان الناصر أن زواج النهار يحمل في طياته مميزات أكثر من زواج الليل، وذلك لأن الانسان في الصباح لديه القدرة الجسدية والفكرية أكثر مقارنة بزواج الليل، فعامل الطاقة والحيوية عامل مهم لاستقبال الحاضرات.
وأشارت إلى بعض العواقب التي قد يصادفها البعض والتي منها صعوبة حضور الموظفات اللاتي يعملن غالبا في القطاع الخاص لوقت متأخر من النهار أو قد يستمر إلى المساء.
وبينت أن الزواج بالنهار في الفترة الحالية لا يواجه أي ضغوط أثناء الحجوزات، ولكنه أن أصبح عرف فسيلاقي نفس الضغط الحاصل أثناء حجوزات الليل.
وأكملت أن لفصول السنة كذلك دور في العوائق التي تواجه الاحتفال حيث أن زواج النهار يلائمه الصيف لطول فترة النهار، ولكن المشكلة هنا أنهم سيواجهون الحر والرطوبة، بعكس الشتاء.
ونصحت بعمل خطط مدروسة عند تطبيق زواج النهار، حتى يعتاد الناس على ذلك، مشيرة أن اعتيادهم قد يحتاج سنوات للتأقلم والتكيف مع ظروف الناس النفسية والاجتماعية والعملية والمعيشية وغيرها.
واقترحت بتبكير وقت احتفال الزواج ليبدأ من الثامنة مساء بشرط التزام الحاضرات والأهل وينتهي بوقت لا يتجاوز الثانية عشرة أو الواحدة صباحاً.