آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 8:15 م

10/10 والتحول الوطني «2»

محمد سعيد الدبيسي

* خصوصية المجتمع السعودي التي تميزت بالتشدد الديني والأعراف المنغلقة، تتحول رويدا رويدا إلى معايير إجتماعية منفتحة لم تشهد مثلها مند عقود.

وإن السماح للمرأة بقيادة السيارة، يعد العلامة الفارقة في مضمار هذا التحول.

* ونحن إذ نبارك هذه الخطوة الرائدة وهي حق مشروع للمرأة السعودية.. نتطلع بشوق في إنجاح هذه التجربة لتصبح قيادة المرأة في بلادنا أمرا أعتياديا.. يجعل الحياة أكثر يسرا وفاعلية ودينامية.

* ومن الطبيعي كأي ظاهرة جديدة تشكل صدمة ودهشة عند الناس في بادئ الأمر ثم تأخد في الإستيعاب وتصبح أمر أعتياديا، حتى موضوع ”النقاب“ و”كشف وجه المرأة“ بات اليوم أيضا ظاهرة جديدة تأخد في الإتساع.

* النقاب بدأ يتساقط كشئ يعد من مظاهر المجتمع النسائي لتبدو الواحدة منهن بمايعرف «بحجاب إسلامي» كاشف للوجه.. كظاهرة بدت تطفوا فوق سطح حياتنا الإجتماعية.

* وقد بات من غير المستغرب اليوم، رؤية النساء خصوصا - الجيل الجديد - يتبضعن في الأماكن التجارية ”كاشفات“ للوجه بحجاب عوضا عن النقاب.. مستبدلين ذلك ”بالحجاب الإسلامي“ القائم على العبائة وغطاء الرأس تأثرا بشقيقاتهن في دول الخليج العربي.

* إدراكا بأن عبائة اليوم ونقابها لا يؤديان الغرض المطلوب كلباس شرعي وزي للمرأة المسلمة، بل صار مثارا للإنتباه ومحفزا على التحرش.

* وعليه فإن إبدال «العباية» «الكتفية المخصرة» بالفضفاضة والمكممة والنقاب المثير بالحجاب الإسلامي الكاشف مع عدم إظهار الشعر والزينة والإلتزام بعوامل الحشمة

أفضل من ”العبائة الكتفية“ التي هي في حقيقتها عبارة عن ثوب أسود مجسم لجسد المرأة ونقاب مثير لا يليق، فضلا عن أنه مضيع لكثير من فرص العمل ومربك ومضر بالتفاعل الطبيعي.

* إذن مازال الحجاب المنقب سبب في خلق الحواجز والربكة وكثير من الدهشة والإثارة وجعل حياتنا ثقيلة بما لا يلزم شرعا ولا منطقا.

* كلنا أمل بحياة توقض الحاضر من أجل مستقبل عملي زاهر.. حياة معتدلة لاتجد للغلو ولا للمزايدات المذهبية فيها طريقا..

ولا هيئة أمر تجوب الطرقات عند كل صلاة تندر الناس بالتوقف وغلق المحلات.

* نطمح بتلك الحياة التي تنعم المرأة فيها بالثقة عند خروجها - بسيارتها - من بيتها تجوب الطرقات والأسواق والمتنزهات حرة مطمئنة، تحميها قوانين ورقي إجتماعي فاعل.

* نعم لتلك الحياة التي لا يشكل حضور المرأة في الأماكن العامة ”بحجابها الإسلامي“ دهشة وربكة يخرج الناس من طبيعتهم.

* ولا مبالاغات بإقامة الحواجز والمسارات الخاصة بمسمى «عوائل» تلك الحواجز من شأنها أن تجعل الحياة متكلفة وثقيلة.

* نعتقد أن كثرة حواجز الفصل بين الجنسين له آثار سلبية على مستقبل التنمية الإجتماعية التي تتحضر للنهوض بالوطن.

* ومالم يتقبل المجتمع التغيير وفق الضوابط الشرعية، فإن التحول الوطني المنشود لن يكتب له ذلك النجاح بسبب ماذكر أعلاه.

* في الختام نبارك للمرأة السعودية حصولها على حق قيادة السيارة الذي طالما ركن هذا الملف لعقود على أرفق الجدل والإهمال ونتوقع أن يؤثر السماح بالقيادة إلى فتح مزيد من فرص العمل والحريات وحياة اليسر والتفاعل. سلام

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ماجد علي المزين
[ القطيف ]: 29 / 6 / 2018م - 10:10 ص
ابوعزيز وضعت الاصبع على الدمله كما يقولون مقالك جميل صريح واقعي