هل تسمعون صوت العيد...؟
كل شيء عابر يحرض على الفرح، الناس، الموسيقى، الشوارع، وأهازيج الأطفال، ثمة مودة غامضة بين الروح وأفراح الأعياد شيء يدعو للغرابة.! فالعيد يشبه لوحة الموناليزا التي مازالت تثير الخيال والألغاز ومازالت ابتسامتها الخافتة لها ذلك السحر الذي حير البشر على مدى خمس مئة عام. ولأن الفرح لا يعرف الركود، ولا يتآلف بسهولة مع كل ما هو سائد، تأتي رغبة الخروج على ما ارتضاه الروتين يوم العيد خروجاً هادئاً حيناً وعاصفاً متحدياً حيناً آخر، تبرز الحالة المتغيرة في المشاعر الإنسانية بكل تجلٍ في أوقات الأعياد، لأن فلسفة الفرح تقتضي أن تتجرد من كل شيء حولك، وكل ما علق بروحك من هموم وكدر وكآبة، حتى القسوة تلتزم الصمت أمام هيبة الفرح. في صباحات الأعياد تصبح التفاصيل مختلفة، وتقديرنا للأشياء من حولنا أكثر قيمة، والاستمتاع بالحديث والقهوة والحلوى مختلفاً جداً، وكأن هذه الأشياء تم تحضيرها وعجنها بماء اللذة.
ما الذي يدعو مشاعرنا لتتغير بين يوم صيام ويوم إفطار لا يفصلهما إلا ساعات؟ هل هو قرار أم رغبة التغيير؟ وإذا كان لدينا هذه السرعة في التغيير والفرح ما الذي ينقصنا لنضفي الفرح على بقية أيام السنة عوضاً عن حصرها بالمناسبات والأعياد؟ ما الذي يمنعنا من تغيير بعض سلوكياتنا الضارة بنا وبغيرنا، ما الرسالة التي يجب أن تصل لنا ونستوعبها في العيد؟ قد يكون العيد نوعاً من أنواع الغفران لنا ولسيئات أحلامنا، قد يكون مثل تسديد رصاصة إلى عنق التفكك والكراهية حتى نتيقن أننا لن نعيش بسلام إلا إذا أحببنا بعضنا، هو مثل تلك الرحمة التي تتنزل عليك فتمسح على جبين قلبك الذي لوثته أهواؤك. في العيد كأننا نخرج رؤوسنا من نافذة الضيق ونتصالح مع الأيام، ولكن هذا العيد جاء مختلفاً على بلادي، فهو عيد التجديد والتغيير حيث تمكين المرأة السعودية ومشاركتها الحياة مع أخيها الرجل، واحتفال الوطن بمنجزات جديدة، ومحاولة لبناء حضارة وقوة بسواعد أبناء الوطن وبقيادة شابة طموحة، الانتصار على التخلف والجهل ومحاولة القفز للأمام هو ما يعيشه بلدي الآن. والتسلح بالعلم والمعرفة هو القوة التي ستنقلنا إلى المستقبل، وسيصبح في بلدي عيد مستدام نتيجة الإيمان بالتطور والتقدم والعمل الدؤوب، والعيد هذه السنة كالقصيدة التي تفنن الوطن في وضع الأوزان لها.