الاستراحات ومآسي غرق الأطفال
عيد الفطر السعيد على الأبواب والمسابح والشواطئ هي من أفضل الأماكن وأجملها عند الناس وخصوصاً الأطفال، والتي لا تزال للأسف تحصد أرواحاً بريئة بسبب الإهمال وعدم توفر وسائل السلامة فيها.
في فصل الصيف وفِي الإجازات يتوجه الكثير من الناس إلى الشواطئ والاستراحات هرباً من الحر وللتنزه وقضاء أوقات سعيدة فيها، ولكن بين عشية وضحاها قد تتحول تلك الأوقات السعيدة إلى مآتم وأحزان، وذلك عندما ينصدم أب أو أم أو قريب بسماع أو مشاهدة طفل غريق أمام أعينهم.
إن حوادث الغرق موجودة في جميع دول العالم، لكن الأخد بالأسباب الوقائية والقيام بالإنقاذ الصحيح وتطبيق معايير السلامة يختلف بحسب مستوى الثقافة من مجتمع إلى آخر، وللأسف لا يزال وضعنا سيّء في تطبيق وسائل السلامة في البرك والمسابح وخاصة مسابح الاستراحات، والتي يكون المردود المادي هو الهدف الأساسي منها، بغض النظر عن وجود وسائل السلامة من عدمه.
إن اتّباع وسائل السلامة يمنع حصول الغرق أو يقلل الوفيات والإصابات، ولذلك عزيزي الأب وعزيزتي الأم لا تنشغلوا عن أطفالكم بتصفح العالم الافتراضي على أجهزتكم الذكية أو على مشاهدة ما تبثه المحطات الفضائية على الشاشة المستطيلة، وتتركوا الأطفال لوحدهم دون رقيب، حتى وإن كانو في مسابح الصغار، ويمنعون من السباحة في مسابح الكبار.
إن وجود مراقب للأطفال أثناء السباحة أمر في غاية الأهمية للتقليل من حالات الغرق، وفي المنازل الأطفال أقل من ثلاث سنوات يجب أن لا يتركوا لوحدهم بالقرب من حوض الاستحمام «البانيو» حتى ولو كان فارغاً، فلربما يفتح صنبور الماء «الولف» ويملؤه في دقائق فيحدث الغرق.
خلاصة القول نتمنى السلامة للجميع، ونأكد أن القصور الواضح بين أفراد المجتمع في التدريب على الإسعافات الأولية عامة وفي حالة الغرق خاصة، هو أحد الأسباب بعد وسائل السلامة التي تؤدي لموت الغريق، ولا تكاد تمر علينا مناسبة اجتماعية إلا ونسمع عن حالة غرق في أحد الاستراحات، فأين الخلل؟