آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 8:15 م

عيشوا اللحظة كما ينبغي

محمد سعيد الدبيسي

* كثير منا لايعرف أن يعيش اللحظة.. ينفد عمره في رسم الآمال الطوال ولا يفيق إلا على العجز الأبدي الذي لايمكن معه فعل شيء.

* غالبا ما نضيع أحلى أيام عمرنا وعنفوانها بإشغال البال بتمنيات خيالية ومهاترات وصراعات جانبية وجدل عقيم بغباء وغرور وضعف إيمان.

* نستهلك رصيدنا الحيوي الذي يمدنا بإحساس جميل ونجهز على اللحظة الآنية فنخسر بهائها وجمالها وفرصة التمتع بالحياة بسبب اللهاث وراء سعادة مزمعة تعيش في المستقبل البعيد وهكذا حتى يتصرم العمر بغير طائل يرتجى سوى مزيد من العناء والإنحذار إلى الوهم.

* كثير منا لا يجيد فلسفة «الأهم والمهم» وموازنة الأمور في حياته وفق تقدير سليم وقد فات كثير منا أن أغلب مشاكلنا منشأها عدم وزنها بميزان المنطق العقلي الواقعي.

* لذلك عندما نقف على النتائج السلبية التي آلت إليها الأمور، نكتشف أنها لم تخضع قراراتها بدء بفلسفة تقديم «الأهم على المهم» لأنها كانت مبنية على أساس من العاطفة والإنفعال والإرتجال وتأثير العقل الجمعي أحيانا.

* نعيش دنيا الغد ونجمله بالخيالات الخادعة وفي الوقت ذاته، نستنكف اللحظة الآنية الجميلة ونعيبها بمستقبل رمادي يسبح في في عالم الوهم والسراب!..

بالوهم تخلق دنيا لا وجود لها

وتنجلي عنك دنيا، أنت رائيها

* وينفد العمر وقد لا نحقق شيئا ذا قيمة جوهرية لأنفسنا أو غيرنا.. نعيش في الإغتراب والسراب الذي نخاله ماء وليس بماء.. نعلق أهدافنا العليا على الأمل الطويل والخيط الرفيع من دون طائل وتلك سمة سلبية غالبا ماتقترن بذوي الهمم الخاوية والأفكار العاجزة التي لا تأصل للأفكار بالمنطق السليم وتستنكف اللحظة الجميلة بفتوتها وتعتمد المستقبل المتسم بالغيب والقلق.

الشاعر عمر الخيام أدرك تلك اللحظة وقال..

غدا بظهر الغيب واليوم لي

وقد يخيب الظن في المقبل

وقد حذر مولانا علي بن أبي طالب من إطالة الأمل وقال..

«من أطال الأمل.. أساء العمل»