قريش: وجود 180 ألف مريض بالصرع في المملكة قادني لهذا التخصص
منذ نعومة أظفارها وهي تراقب تليسكوب الأحلام وتغزل أمنياتها بصنارة التحقيق حتى اكتست الحلم واقعًا في صباها المليء بالاعتزاز والافتخار بخطوات النجاح والإنجاز.
الدكتورة فاطمة قريش، هي إحدى الشابات اليانعات التي أثبتت وجودها ضمن كوكبة السيدات المنجزات اللواتي يشار إليهن بالبنان على أرض الوطن.
تم تكريمها من قبل مستشفى الملك فيصل التخصصي كأفضل طبيبة زمالة للعام «2016 - 2017» بناءً على تصويت كبار الاستشاريين في تخصص الصرع وجراحي المخ.
قريش، اختارت تخصص مخ وأعصاب الأطفال، ثم تخصصت في مجال الصرع وذلك لإيمانها بحاجة البلد والمواطنين الماسة في هذا الجانب.
فتحت ذراعيها بحب للأهل، والمجتمع، والوطن كي تحتضن هموم الجميع، وترسم ابتسامة رضا وتفاؤل على كل محتاج.
«جهينة الاخبارية» طرقت بوابتها كي تلج قليلًا معها في عالمها الآخر، فكان هذا الحوار:
في المقابل وحسب الدراسات التي أجريت على نطاق المملكة العربية السعودية فإنه لا يوجد العدد الكافي من أطباء أعصاب الأطفال لتغطية وعلاج هذه الشريحة الكبيرة من المرضى، حيث أنه وبحسب إحدى الدراسات يوجد 0,4 طبيب أعصاب أطفال لكل 1000 مريض في المملكة مما يعني أن حاجة البلد لمثل هذا التخصص تعتبر حاجه ماسة وضرورية.
أما بالنسبة لاختيار تخصص الصرع بعد ذلك فلأن مرض الصرع يعتبر من الأمراض العصبية الشائعة في البلدان حول العالم، ومن ضمنها المملكة العربية السعودية حيث أن نسبة الإصابة عالميا 1 من كل 1000 شخص، وهناك ما يقارب 180 ألف مريض بالصرع في المملكة.
ويعتبر تخصص الصرع من التخصصات النادرة في المملكة، وفي منطقتنا على وجه الخصوص التي تستهدف شريحة كبيرة من المرضى الذين يحتاجون للتشخيص المبكر؛ وبالتالي التدخل العلاجي المبكر والمتابعة المستمرة لضمان الحصول على نتائج مرضيه في السيطرة على التشنجات.
ومن الممكن أن تظهر أعراض مرض الصرع على هيئة تشنجات توصف بتغير في وعي الانسان قد يصاحبه بعض الحركات اللاإرادية أو الأحاسيس غير المبررة التي تمتد لفتره بسيطة.
في الغالب بعدها يسترد المريض وعيه دون أن يتذكر ما حدث خلال فترة التشنج يحس بعدها بأعراض الصداع، الخمول والنعاس أو النوم0
خلال هذه الفترة أتيحت لي الفرصة التي اعتبرها ذهبية، حيث أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض يعتبر من المراكز الرائدة في تشخيص وعلاج الصرع حيث أنه وإلى الآن قد أجرى حوالي 800 عملية دقيقة لمرضى الصرع من خلال فريق طبي وجراحي؛ والذي كنت ولله الحمد جزء منه خلال فترة تخصصي هناك.
بالإضافة إلى تشخيص وعلاج حالات الصرع الشائع والنادر منها، والاشراف على علاج المرضى سواء دوائياً أو المشاركة في القرار الجراحي لاستئصال بؤرة الصرع في المرضى المؤهلين لمثل هذا النوع من الجراحات.
كأي مجال طبي، وبالأخص تخصص المخ والأعصاب الذي يتطلب الكثير من الجهد والقراءة المستمرة للاطلاع على المعلومات الأساسية لهذا العلم بالإضافة للمستجدات في البحوث العلمية والجهد الكبير لأخذ المهارات الكافية التي خولتني لقراءة تخطيط الدماغ حيث أن كل ذلك يساعد في تقديم القرار الطبي الصائب.
واسأل الله العلي القدير أن أكون عند حسن ظنهم وأن يعينني على الاستمرار على ذلك.
بعد سنوات الدراسة أتممت بفضل الله تخصص مخ وأعصاب الأطفال وبعده تخصص الصرع اللذان يعتبران من التخصصات النادرة في مجال الطب.
كانت جميع هذه الأهداف والأحلام يجمعها هدف وطموح بأن أكون متميزة في مجالي، متميزة بخدمة أبناء وطني ومجتمعي بالعلم الذي تسلحت به، هذا الهدف الذي هون علي الكثير من مشقة الدراسة والعمل، وهون علي سنوات الغربة والتضحية بوقتي الخاص ووقت عائلتي.
أتمنى في هذه المرحلة أن أحقق الأهداف المنشودة بالتعاون مع زملائي في هذا المجال من خلال تكوين قاعدة قوية تساهم في تشخيص وعلاج شريحة كبيرة من مرضى الصرع في المنطقة.