آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

لتقليل حجم العشوائية في القطيف

أمين محمد الصفار *

بداية لابد لي من الإشارة إلى قرارات بلدية القطيف بشأن نقل سوق الخضار إلى موقع سوق الخميس ثم قرار تأجيل تنفيذ القرار الأول لما بعد العيد، للتأكيد على أن هذا النوع من القرارات هو عينة ومثال صارخ على حجم الارتجال الذي يعيق التنمية ويؤثر سلباً على الحركة التجارية ومصدر عيش الناس.

فالقرار لم يراع التوقيت المناسب والموقع المناسب «الذي يعني أنه سيفتك بكلا السوقين» ولا الأسلوب المناسب أيضا، وكل هذا مجاني، أي دون أن يكون له أي مردود إيجابي للناس والبلد.

يعلم الجميع أن سوق الخضار الحالي «والوحيد في القطيف المدينة»، وهو فعليًا فقط أرض مسطحة وسقف «شينكو» وعدد من مواقف السيارات، وخالي من أي شيء آخر يعتد به. فلا محلات للباعة سوى عدد من الأمتار محددة على الأرض فقط، وكل من الباعة والناس يذهبون لسوق لا يقيهم لا من الحر ولا من برد، وهو حال لم يتغير منذ أكثر من 40 سنة.

لقد جاء القرار الارتجالي لنقل باعة الخضار لمزاحمة الباعة الآخرين في سوق الخميس الشعبي الذي هو الآخر لا يختلف عن سوق الخضار إلا بأنه لا يوجد به مواقف سيارات الا تلك المواقف الجانبية للطريق القريب من السوق.

هذا الحال ليس بخافي على احد، وهو مخجل أن يكون في القطيف مثل هذه الأسواق التي لا تليق بسمعة وتاريخ البلد. أن الموقع الحالي لسوق الخضار بالقطيف ليس هو الموقع المثالي أو حتى المناسب للاستمرار فيه كسوق للخضار، وإنما يصلح هذا الموقع الآن كساحة عامة ومتنفس لوسط القطيف خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار انتقال سوق السمك لاحقاً أيضاً، حيث أن كلا السوقين يجب أن يكونا قريبين من بعضهما خدمة للناس، وكذلك الأخذ في الاعتبار المشاريع الاستراتيجية للنقل على مستوى القطيف والمنطقة.

أنني ادعو المجلس البلدي والمجلس المحلي أيضا لحث البلدية على عدم الارتجال في القرارات ذات الأثر المباشر والعام على حياة الناس والمدينة والتأكد من ذلك، وحثها أيضا على الخروج - بالمشاركة - بتصور مقبول ومعقول لخريطة للأسواق التجارية عامة وأسواق النفع العام خاصة، تراعي فيها التوسع العمراني الطبيعي، واستغلال الأراضي البلدية الحالية لذلك، ومراعاة قرب أسواق النفع العام التي لها علاقة ببعضها، وكذلك مساهمة هذه الأسواق على زيادة خلق فرص العمل الجاذبة داخل المحافظة.

أن المبادرة بهكذا تصور ومشاركته إدارة التخطيط الحضري والجهات الأخرى ذات العلاقة سوف يساهم أكثر في تظافر وتكامل الجهود لبناء واقع حضاري أفضل للمدينة، والقضاء على المظاهر العشوائية بكل تجلياتها.