آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

رِسالةُ عَهْدٍ ووفاء إلى شُهدائِنا الأبرار

جمال حسن المطوع

بالأمس القريب مرت علينا ذكرى استشهادكم ايها الشهداء وكنتم في رحاب الله وفي بيت من بيوته تبتهلون وتتضرعون تسألونه المغفرة والرحمة وحسن العاقبة فكانت خاتمتكم الشهادة المضرجة بدمائكم الطاهرة وانفاسكم الزكية

يا شهداء مساجدنا وحسنياتنا في قديح الشهادة وسيهات الرجولة ودمام الشهامة واحساء الكرامة أنتم أحياءُ عِند ربِكُم تُرزَقون وفي ظلاله تتفيئون وفي خيراته تنعمون في الوقت الذي انكسرت فيه شوكة الارهاب وخابَ الإرهابيون الذين إلى مزبَلِة التاريخِ صائِرون وفي جهنَم خالِدون.

ويبقى العِزُ والإباء والمَجْدُ والوفاء يُرَفْرِفُ على مدى العُصورِ والعُهودِ يحاكِيكُم ويناغِيكم رافِعا رمزَ التضحيةِ والفِداء.

ها نَحنُ نُجَدِدُ لكم عهداً ووعداً بِأنَ ذِكراكُم العَطِرة سننقُشُها نَقشاً على صفحات الزمنِ بِقُلوبِنا ووِجدانِنا وأرواحِنا لِتظُلَ تدقُ ناقوساً قوياً ينطَلِقُ من جيلٍ إلى جيل يَحيْي مآثِركم وتراثكم وحُبكم اللامتناهي في ذاتِ الله وأنتم تُسَبِحُون وتُحَمِدون وتُكَبِرون خاشِعينَ خاضِعين لِمولاكم جَلَّ جلاله فتندَمِج التقوى والاستقامة بِطهارةِ الروح وحسن المنقلب في قالبٍ مِثالي من المَلكوت الإلهي في مساجدٍ أمر اللهُ أن يُذكرَ فيها أسمه تكبيرا وتسبيحاً وتقديساً.

وها أنتم قد وفُدْتُم على ربٍ كريم وهو بِكم رؤوفُ رحيم في جِنان الخُلد والنعيم على الأرائِك تنظرون ومن عينٍ سلسبيلٍ تَشربون وفاكِهةٍ مِمَا تتخيرون ولحمُ طيرٍ مما تشتهون جزاءاً بِما كنتم تَعملون…. فأنتم الفائِزونَ الفِدائيون الذين قدموا من دِماءِهم الزَكية وأرواحهم الغالية تلبيةً لِنداء اللهُ أكبر بل كنتم تتسابقون إلى بِيوت اللهِ بل وتتبارون مُندَفعين مُوحِدين آمنين مُطمَئنين وإذا بأولئك الزُمُرْ المُجرمة من إرهابيي العَصر الذين هتكوا الدين وروعوا الأمنِين وكانوا حرباً على المُؤمنين….. أولئك الطُغاة الفاسِدين الذين يرهفون بما لا يعلمون ويقولون مالا يفعلون…. قُلوبهم كزُبِرِ الحديد وأفعالهم يشيب منها الوليد ويقتلون الشهيد تلو الشهيد بدمٍ باردٍ وهَمهُم قتل المزيد.

فتُعْسَاً لِهؤلاءِ الرَعَاديد وويلُ لهم مِن سَقر وبِئس بِهم من بَشر وعليهُم لعائِن من الله لا تبقي ولا تذر وإلى النارِ وبِئس المُسْتَقر.

نعم الخلودُ والبقاء لِشُهدائِنا الأبرار أولئك الأخيار نُجَدِد لهم العَهدَ وصِدق الوعد…. أن ذِكراكُم باقية ودرجات الحُب والوفاء لا متناهية والنفوسُ بِنَهجِكُم ماضية والقُلوبُ في سِيرَتِكم متفانية والعيونُ عليكم مدى العُمرِ باكيه…. ولكِن الحياةَ فانية وعِند اللهِ المُلتقى واليه المصير.

﴿وسيعلُم الذين ظَلموا أيَ مُنْقَلِبٍ يَنْقِلِبُون والعاقِبُةُ لِلمُتقين

وإنا لِلهِ وإنا إليهِ راجِعُون.