قيادة.. إنقاذ
هناك تلازم في احيان كثيرة، بين القيادة والإنقاذ، فالقائد يتحرك وفق الإمكانيات المتاحة، واحيانا يخلق الظروف لتجاوز الازمات، التي تواجه جماهيره، بالاضافة لمحاولة عبور حقول الألغام، من خلال إبرام التحالفات، او البحث عن الطرق الامنة، او الأقل خطورة لتقليل حجم الخسائر، الامر الذي ينعكس في زيادة رصيده التأييد لدى الجماهير، نظرا للجهود التي يبذلها في سبيل دفع الخطر، او تقدم الجميع في الدفاع عن الجماهير، في المعارك الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والعسكرية.
القيادة تفرض على المتصدي، العمل ليل - نهار بما يحقق الرفاهية، ويُؤْمِن العيش الكريم، لمختلف الشرائح الاجتماعية، خصوصا وان التحولات الاجتماعية، والتطورات الاجتماعية، تستدعي التحرك الدائم في سبيل وضع الحلول المناسبة، لعبور تلك الازمات، الامر الذي يفرض التعاطي بواقعية مع المصاعب، وعدم تجاهلها، او استخدام المسكنات المؤقتة، نظرا للتداعيات المترتبة على عملية التحرك غير الجاد، لاسيما وان تفاقم الازمات، يعرقل القدرة على إنهائها بالسهولة، مما يمهد الطريق امام تراكم المزيد من المشاكل على اختلافها، بحيث تتحول من أزمات صغيرة الى جبال شامخة، يصعب ازالتها في غضون فترة زمنية صعبة.
بطبيعة الحال، فان القائد بحاجة الى فريق متجانس، وقادر على استيعاب أفكاره، ويمتلك القدرة على العمل، وفقا للأجندة المرسومة، والتعامل بحرفية عالية، فضلا عن الولاء المطلق للقيادة، وكذلك التواجد الدائم في الأوقات الطارئة، خصوصا وان غياب الفريق المتجانس يؤثر سلبا، على قدرة القائد في انجاز الاعمال، وفقا للخطط المرسومة، الامر الذي يستدعي الاختيار الدقيق لعناصر الفريق، باعتباره اليد التي يتحرك من خلالها، للتعرف على مكامن الخلل، والوصول الى الحلول المناسبة، بمعنى اخر، فان اختيار الفريق غير المتجانس يحول دون النجاح، او الانجاز في الوقت المناسب، فالجماهير تترقب من القائد تجاوز الازمات على اختلافها، لذا فان النجاح يحصده لوحدة دون غيره، باعتباره البوابة التي تعبر من خلالها مختلف الانجازات، مما يفرض تحمل القائد تداعيات الإخفاقات، وعدم القدرة على ترجمة الاجندة، في التعاطي مع القضايا بالشكل المطلوب.
الإنقاذ مرتبط بقدرة القائد، على تحويل الإحباطات الى تفاؤل، وأمل لعبور الازمات على اختلافها، ”ان معي ربي سيهدين“، فالحالة النفسية الايجابية والقادرة على تجاوز الإحباطات، تنعكس بصورة مباشرة على القاعدة، مما يمهد الطريق نحو خلق حالة، من التلاقي النفسي الإيجابي بين الطرفين «القائد - الجماهير»، بحيث تصبح المشاكل فرصة لتفجير الطاقات الكامنة، ونبذ اليأس في النفوس، خصوصا وان الطابور الخامس، يحاول استغلال حالة الضعف المؤقتة، لادخال اليأس في النفوس، مما يتطلب التحرك السريع للقيادة، لقطع الطريق امام الطابور الخامس، للتغلغل في المجتمع والتحرك بحرية تامة، وبالتالي فان امتلاك القائدة للطاقة الايجابية، وعدم ادخال اليأس في نفوس الجماهير، يشكل مدخلا أساسيا، في احداث تحريلات جذرية في المجتمع، لاسيما وان القيادة تصبح محط الأنظار في أوقات الرخاء والشدة، بيد انها تكون تحت المجهر في وقت الشدة، مما يفرض التحلي بالقدرة على امتصاص تلك الازمات، والظهور بالمظهر القوي، وبث رسائل إيجابية، لأحداث تموجات في المجتمع، لتجاوز المصاعب باقل الخسائر.