آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

مسلسل حوادث الحافلات والوعي

كميل السلطان

لاتزال الأحساء تُثكل في معتمريها بين الحين والآخر، فمسلسل ضحايا الحافلات في سجلات الذاكرة الأحسائية مليء بالأحزان والأحداث الدامية، فبالأمس القريب كان حادث معتمري إحدى القوافل الأحسائية قد أعاد المشهد المؤلم لكثير من العوائل الأحسائية التي فقدت أحبتها وأهلها وأصدقاءها في حوادث مماثلة، ونكث الجرح لتنزف ذاكرتهم ألما، فمن كان صغيرا حينها اليوم تتجدد به المآسي على الكبر ليتذكر إحدى حلقات حوادث الحافلات التي وقعت وتسببت في فقد ذويه وأعز ما يملك.

ما يؤلم حقيقة ويدعوك للحنق هو أن أسباب هذه الحوداث هي الإهمال والتقصير الذي يكون ناتجا من سوء الإدارة أولا ومن سوء سلوك السائقين ثانيا، وإلا فلا اعتراض على قضاء الله وقدره فالموت قدر محتوم والحوداث المرورية عرضة للجميع والخطأ متوقع، ولكن ما لا يرضاه الجميع ويعترضون عليه هو أن تكون هذه الحوادث بسبب الإهمال والتقصير الذي يعد استهتارا بأرواح الناس في الحافلات وعلى الطرق السريعة.

همسة في أذن المعتمرين والحجاج، حين تعزم على الحج أو العمرة أو الزيارة كن حريصا على اختيارك الوسيلة الآمنة التي ستذهب بها، وابحث جيدا عن أفضل العروض وأأمنها كما تبحث عن أفضل العروض في المأكل والمشرب والمسكن، لا ترمي بنفسك في أحضان الحملات وتسلمها لهم دون أن تكون لك شروط ومواصفات، فما يجري بينك وبين الحملات هو عقد تجارة وعمل، يأخذ منك المال مقابل أن يقدم لك الخدمات فلا منة لهم عليك، فقط ابحث لنفسك عن الأفضل.

همسة في أذن أصحاب الحملات والقوافل، أرواح الناس ليست رخيصة عندهم وليست رخيصة عند غيرهم كذلك، فالاهتمام بسلامة المعتمرين يجب أن يكون من أولى اهتماماتكم كمسؤولين، اختاروا لهم أفضل وسائل النقل وأحدثها وأفضل السائقين حتى وإن كلفكم مزيدا من الأموال، فدفع شيء من المال أهون من خسارة الأرواح وتكثل الأمهات وإيتام الأطفال.

وأخيرا نطالب المسؤولين بسن قوانين وتشريعات صارمة على الحافلات وتشديد إجراءات السلامة حفظا لأرواح الأبرياء، فلا تكفي المخالفة لرصد السرعة وإنما في حالة سائقي الحافلات لابد أن تكون هذه المخالفة جريمة يوقفه ويحاسبه عليها أمن الطرق، ولابد من فرض شهادات صحية دورية على السائقين لإثبات أنه لائق وصحي يطالبه فيها الأمن على الطرق والمدن للتنقل بالحافلات، ثم إن تحديد عمر السائق يشكل أهمية كبرى في الحد من تهور بعض السائقين الشباب الذي لايزال يعيش المراهقة فكيف يؤمن مثل هذا على أرواح المعتمرين ورواد الحافلات.

تكرار الحوداث هذه على المعتمرين لابد أن يدعونا للتساؤل.. إلى متى هذا الاستهتار بأرواح الأبرياء المعتمرين؟ ومالطف الله بنا في كثير من المواقف والحوادث التي كان سببها إهمالنا أعظم ولكن لطف الله وعنايته ورحمته كانت أوسع واكبر.

فلابد من وقفة جادة وصارمة في وقف العبث بحياة الناس بزرع الوعي ونشر ثقافة الأمن والسلامة بل وسن قوانين جديدة لتحقيق إجراءات السلامة والأمن ونحن ولله الحمد سباقون في إجراءات الأمن والسلامة، فحري بنا أن نبادر لسن مزيد من القوانين والتشريعات لوقف هذه التعديات والانتهاكات من قبل الحافلات.