آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

سوق الأسهم.. اللون الأخضر

محمد أحمد التاروتي *

عاد مؤشر سوق الأسهم المحلية، لتصدر الواجهة بعد سنوات، من التواري خلف الأنظار، فقد احتلت أخبار صعود المؤشر العام وسائل الاعلام، باعتبار حدث استثنائي بعد كسر حاجز 8 آلاف نقطة، منذ عام 2015، مما يعطي مؤشرات إيجابية بتعافي السوق، بعد سنوات من التراجع المستمر، الامر الذي أدى آنذاك في تنظيف جيوب آلاف من المستثمرين، ودخول العديد من المتعاملين في خانة الديون المتراكمة، فضلا عن الاثار الاجتماعية العميقة، التي تركها الانهيار المدوي للسوق، بعد هبوط المؤشر بشكل غير مسبوق في عام 2006.

الأوضاع الاقتصادية، وبروز مؤشرات إيجابية بتجاوز الاقتصاد العالمي، مرحلة الركود والانكماش، التي دخلها منذ عام 2014، تشكل احد العوامل المساعدة على التحسن المستمر، للكثير من الاسواق المالية العالمية، حيث سجلت العديد من البورصات الدولية ارتفاعات متواصلة، الامر الذي أعطى انطباعات إيجابية، على بدء الدورة الاقتصادية الجيدة، والانطلاق باتجاه الانتعاش التدريجي، للاقتصاديات العالمية، خصوصا وان الاقتصاد الدولي دخل في مرحلة الانكماش، بعد الهبوط الكبير لاسعار النفط في منتصف عام 2014، بحيث وصل سعر البرميل لنحو 29 دولارا مقبل 149 دولارا.

بالاضافة لذلك، الارتفاعات المتواصلة لاسعار النفط، جراء التعاون بين اعضاء اوبك وخارجها، شكلت احد العوامل المساعد للارتفاعات المتواصلة، للمؤشر العام لسوق الأسهم، فقد شكلت تلك الاتفاقيات المبرمة بين اعضاء اوبك وخارجها، احد العناصر الرئيسيّة لامتصاص فائض المعروض، من البترول من السوق العالمية، اذ يترواح الفائض بأكثر من 2 مليون برميل يوميا، الامر الذي مهد الطريق امام رحلة الصعود التدريجي، لاسعار النفط في السوق العالمية، مما ساعد على تماسك البترول عند مستويات 65 دولارا للبرميل، بحيث باتت تلامس 70 دولارا للبرميل في الوقت الراهن.

كما ان ارتفاع السيولة اليومية في سوق الأسهم، احد المحركات الاساسية لارتفاع المؤشر العام، حيث سجلت بعض الشركات المدرجة، زيادة في القيمة السوقية بنسبة 30% منذ مطلع العام، نظرا لوجود تعاملات مكثفة على العديد غالبية الأسهم، المدرجة في السوق، بحيث تجاوزت السيولة اليومية 5 مليار ريال، الامر الذي يعطي دلالات إيجابية، على عودة الثقة في السوق مجددا، خصوصا وان الأشهر الماضية سجلت انحسارا كبيرا، في السيولة اليومية، بحيث انخفضت لاقل من 2 مليار، بمعنى اخر، فان الصعود التدريجي للسيولة، يكشف عودة الكثير من الاستثمارات للسوق، على اثر التحسن في أسعار العديد من الأسهم المدرجة.

ان الإفراط بالتفاؤل امر غير محمود، خصوصا وان الحذر مطلوب في جميع الاحوال، فالتجارب السابقة تدعو للتعامل بمسؤولية، تجاه الارتفاع الحاصل في المؤشر، لاسيما وان الدخول غير المدروس على اثر التحسن الحاصل، في غالبية الشركات خلال الأسابيع القليلة الماضية، سيخلق تداعيات غير محسوبة النتائج، فالكبار يحاولون إشاعة اجواء من التفاؤل، لاستقطاب صغار المستثمرين، بغرض ”تعليق“ الصغار مجددا، عبر تضخيم بعض الأسهم بشكل مبالغ، وبالتالي فان عملية الاستثمار من لدن صغار المستثمرين، بحاجة للتريث والمعرفة الدقيقة، تفاديا للوقوع مجددا في حبال الهوامير.

كاتب صحفي