آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 6:12 م

العوامي: غيرت بعزيمتي قصة حياتي من امرأة مطلقة بدون شهادة إلى طبيبة علاج إدمان

جهات الإخبارية حوار: نداء آل سيف - تصوير: حسين سلطان - القطيف

«من رحم الألم والمعاناة تولد الإنجازات» هكذا اختارت الطبيبة فضيلة العوامي مسمى لحياتها التي بإرادتها وطموحها الكبير غيرتها إلى الأفضل.

العوامي التي تعمل أخصائية طب نفسي في مجمع مستشفى الأمل بالدمام، وحاصلة على بكالوريوس طب وجراحة عامة، كما حصلت على شهادة البورد في الطب النفسي، على الزمالة الأمريكية في علاج الإدمان كرمت مؤخرا العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وكرمت في يوم الجاليات وعلقت صورتها في الجامعة.

«جهينة الإخبارية» أرادت التعرف من قرب على حياة الطبيبة العصامية وكيف استطاعت تحويل حياتها من امرأة مطلقة لا تملك إلا الشهادة الإعدادية إلى متخصصة في علاج الإدمان من جامعة كاليفورنيا لوس انجلوس.

فضيلة العوامي اسم اقترن بعلاج الإدمان، فكيف كانت البداية؟

كنت أعيش امرأة مطلقة ولم يكن لدي حتى شهادة الثانوية العامة؛ لكن تشجيع والدتي جعلني اكتب الفصل الأول لقصة نجاح طويلة؛ بدأت فعلا في إكمال دراستي وحصلت على شهادة الثانوية العامة بتفوق رغم وجود طفلين معي أكملت دراستي الثانوية وبعدها طرقت بوابة الاحلام وقدمت أوراقي في كلية الطب وفعلا تم قبولي.

ودرست في البداية الطب والجراحة العامة ثم تخصصت في الطب النفسي وبعد التخصص أبتُعثت إلى الولايات المتحدة الامريكية وتخصصت في علاج الإدمان بجامعة كاليفورنيا بلوس انجلوس للحصول على التخصص الدقيق والزمالة الأمريكية في علاج الإدمان.

والطريف أنني تخرجت وابني البكر عبد الله من أمريكا في نفس العام ويفصل بيننا شهرين فقط.

لماذا اخترت تخصص «علاج الإدمان»؟ الم تخافي من صعوبة التخصص؟

لم أشعر بصعوبة المجال ابدا بل ووجدته من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي؛ فقد وجدت نفسي في علاج المدمنين وفي علاج الأسر المتضررة من وجود مدمن في البيت. اعترف أن دخولي في هذا المجال بمثابة «تحدي» بالنسبة لي والحمد لله أشعر بالرضا عن نفسي لاختياري هذا المجال والذي كان سبب اختياري له هو ندرته وعدم إقبال الطلبة عليه فكان ايمانا مني بواجبي أمام الله وواجبي تجاه وطني إختيار اي مجال يخدم الانسان في بلدي ولو وجدت صعوبات في السير في ذلك الطريق دون أن أتردد.

كيف تتعاملين مع المدمنين؟ حدثينا عن تجربتك معهم؟

أتعامل مع المدمنين كمرضى نفسيين بلا خوف ولا تردد متجردة من كل شعور غير مهني لا إنساني باعتبارهم منحرفين أخلاقياً أو سيئي السلوك.

هم في رأيي مرضى بحاجة للعلاج وإلى مساعدتي لهم وهم ايضا بحاجة للدعم والتوجيه وتعلم المهارات للتخلص من الإدمان.

برأيك وبعد خوض تجربة العلاج... ماهو سبب الإدمان الأول؟

لايوجد سبب أول للإدمان ولايستطيع أحد أن يحدد ما هو سبب الإدمان لأي شخص في الدنيا فليس هناك فحص أو تحليل يُبين سبب الإدمان لكنها مجموعة عوامل أحدها أو مجموعة منها قد تكون السبب في الادمان ومنها: العامل الوراثي وعامل بيولوجي وخلل في المستقبلات العصبية ورفاق السوء والضغوطات والمشاكل والأمراض النفسية بالاضافة إلى الإندفاعية وعدم التفكير ايضا هناك بعض العوامل الاجتماعية

التي من ابرزها التفكك الأُسَري ومصاعب الحياة واضطرابات الشخصية.

هناك مواقف تعلق في الذاكرة.. ما أبرز المواقف التي تأثرت بها أو بقت في ذاكرتك كمعالجة إلى الإدمان؟

أكثر المواقف التي تؤثر بي عندما يخبرني أحد مرضاي انه بدأ المخدرات في سن الطفولة اي حتى قبل أن يبدأ مراهقته.

أخر القصص سمعتها حديثا عند تسجيل التاريخ العائلي للمريض لأعرف من خلاله وجود مدمن آخر في الاسرة؛ هو وجود طفل عمره ثمان سنوات مدخن للحشيش!!

كذلك أشعر بالاسى كثيرا عندما يكون المدمن ضحية أقرب الناس إليه كأحد أفراد أسرته هو الذي يشاركه الإدمان أو هو الذي جعله مدمن مخدرات.

عودا على حياة العوامي التي توصف «بالصعبة» أي المراحل أصعب في حياتك؟ وكيف استطعت التغلب عليها؟

أصعب المراحل التي مرت علي في حياتي والتي آلمتني جدا كانت المرحلة التي انفصلت فيها عن أولادي وحرمت من سماع صوتهم ورؤيتهم لسنوات طويلة بالرغم من أني كنت أدرس الطب وبالرغم من صعوبة الدراسة إلا أني في تلك الفترة عندما كنت أذهب لجامعتي للدراسة وبعدها ارجع البيت وانتهي من مذاكرة دروسي لكني كنت أشبه نفسي ومشاعري حالما ينتهي يومي وآوي الى الفراش بالسمكة الحية التي تتقلب في إناء الشواء فأي ألم يمكن أن يصيب المرأه أكثر من ألم الحرمان من رؤية وسماع صوت أطفالها الصغار.

وفِي نفس الوقت لم أكن أستطيع أن أُري أحد ممن حولي حزني فقد كنت اضحك دائماً وأتصنع السعادة لان أظهار حزني والاستسلام كان يعني نهايتي ونهاية أولادي... كنت مجبرة على النضال ومجبرة على الدراسة وعلى النجاح ولم يكن لدي خيار آخر غير النجاح.

ففي الوقت الذي فشلت فيه كل مساعي للتواصل معهم إلا أنني تغلبت على تلك الفترة بالصبر وكنت أتذكر كلمة أمي دائما اطال الله في عمرها التي مازالت تتردد على مسامعي إلى الآن كلما تعثرت في الحياه؛ فقد كانت تقول لي «من كونها عليك سوف يهونها عليك» تقصد بذلك المصاعب والآلام.

وتغلبت على تلك الفترة العصيبة في حياتي بالأمل اني ساجتمع بهم يوما ما، وأتذكر أني كنت أكتب لهم الرسائل التي مازلت محتفظة بها الى الآن كنت أعتذر لهم فيها عن بعدي عنهم واعدهم باللقاء بهم يوما ما.

كنت أعيش على ذلك الأمل ولم أتخل عنه يوما ما ووجدته قد تحقق فعلا ذات يوم وكان من أروع ماحققه الله لي من احلام.

بعد هذا المعاناة... والصراع.... كخلاصة لتجربتك الغنية إلى ماذا تحتاج المرأة لتحقق أحلامها؟.

تحتاج المرأه لتحقق أحلامها إلى الإيمان بأن تغيير قدرها وحياتها مسؤليتها هي وليست مسؤلية الآخرين

كما انها بحاجة إلى إشعال شرارة الطموح في داخلها فتلك الشرارة قادرة على أن تنير لها مشوار عمر كامل

لست مع من يقول أن المرأة بطبيعتها ضعيفة بل على العكس أن في داخل المرأة قوة بها تستطيع تغير عالم بأكمله يكفي أن تؤمن بما رزقها الله من قوة حينها لن يقف في وجهها شي وستحقق حتما كل ماتصبو إليه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 8
1
زائر
16 / 4 / 2018م - 3:55 م
جميل جداً التغلب على الظروف.
2
محمد
[ تاروت ]: 16 / 4 / 2018م - 4:05 م
قصة نجاح جميلة ومليئة بالقوة
تعطي الامال وتخفف الآلام مع وجود آلامها

وفقها الله لمزيد من النجاحات والانجازات
3
محمد
[ القطيف ]: 16 / 4 / 2018م - 7:01 م
شكرا لك أيتها البطلة و اللبوة القوية، شكراً لك لأنك صنعتي لنفسك الفرصة و النجاح و لم تنتظري أن يتصدق العالم عليك بفرصة يذكرونك بها كل ما أرادو التقليل من شأنك، إلى الأمام و إن شاء الله نراك في أحد المجلسين ( الوزراء أو الشورى )

وفقك الله
مع خالص تحياتي لك.
4
ابو عبدالله
[ القطيف ]: 16 / 4 / 2018م - 7:01 م
أرفع لك القبعة احتراما . عصامية . بصراحة لو فيه مثلك واجد في مجتمعنا لكنا في مطرح آخر . من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.
5
Lole
[ القطيف ]: 16 / 4 / 2018م - 10:37 م
بارك الله لكِ في مااعطاك
أمنياتي لكل أمراه تعيش في هده الضروف
بالنجاح والقوة
6
مصطفى شهاب
[ الرياض ]: 18 / 4 / 2018م - 11:15 ص
أردت أن أقول فقط: د. فضيلة، بمثلك نعتز.
7
صادق
[ الدمام ]: 18 / 5 / 2018م - 1:52 م
لا يأس مع الحياء العزيمه والإرادة عملة المستحيل! الف مبروك على هذا العطاء المتميز.
8
محمد ناصر
[ الأحساء ]: 19 / 5 / 2018م - 12:42 م
ما شاء الله تبارك الله
قصة نجاح ملهمة و محفزة

المؤمن مرآة أخيه المؤمن.

و أرجو أن تسمحي لي بملاحظة....
ما أجمل التحصيل العلمي و تقلد المناصب القيادية و خدمة الوطن مع المحافظة على العفة والحياء والحجاب الإسلامي بإظهار فقط قرص الوجه مع ستر تمام الشعر وعدم وضع أي أحمر شفاه أو أي تجميل ولو كان خفيفاً.

هكذا نخدم وطننا بشكلٍ أفضل و أروع!