بين الكسيس كاريل وستيفن هوكينج
رغم اختلاف تخصص الكسيس كاريل الطبيب الجراح وتخصص ستيفن هوكنيج الفيزيائي المتعلق بالأرقام والرياضيات لكن حياتهما وأفكارهما الإيمانية تستحق التأمل.
عندما تأمل الكسيس كاريل المجتمع الحديث وأسلوبه بالحياة وانشغاله بالشكليات واهتمامه بالمتع المؤقتة وابتعاده عن الجوهر والمضمون وتحقيق آمال الناس في التوحيد والرقي فضل ان يبتعد ويعيش العزلة في جزيرة ليموت فيها.
يقول الكسيس كاريل: «ان أكثر ما يعرض الأمم العصرية للخطر هو النقص العقلي والادبي الذي يعاني منه الزعماء السياسيون».
هذا هو الكسيس كاريل الذي يرى المواءمةبين حياة المجتمع والعلوم العصرية الحديثة، فهو يرى ان العلم الحقيقي فيما يفيد الإنسان توصل إلى هذه القناعات بسبب إيمانه واعتقاده بخالق الكون وعلمه بفسيولوجيا الإنسان.
يفاجأ كاريل المتدينين بفوائد العبادة بقوله: «قد يحدث نشاط روحي معين تعديلا تشريحيا ووظيفيا في الانسجة والاعضاء، وتلاحظ هذه الظواهر العضوية في ظروف مختلفة، من بينها حالة العبادة في الصلاة، كما يجب ان تفهم، ليست مجرد ترديد آلي للطقوس، ولكنها ارتفاع لايدركه العقل، انها استغراق الشعور في تامل مبدأ يخترق عالمنا ويسمو عليه».
كما يقول كاريل: «والشبان المزيفون الذين يلعبون التنس ويرقصون كأبناء العشرين وينبذون زوجاتهم المتقدمات في السن ليتزوجوا نساء صغيرات يتعرضون لخفة العقل وللاصابة بأمراض القلب والكلي وهم يموتون احيانا في فراشهم او في مكاتبهم او في حلبات الجولف في سن كان اسلافهم لايزالون يعزقون فيها الارض او يديرون اعمالهم بيد قوية، واسباب ما اصاب الحياة العصرية من فشل غير معروفة تماما»، «اذ من المحتمل ان مايصاب به الرجال العصريون من فناء مبكر يرجع الي القلق وانعدام الامن».
وقد جاء تحت عنوان: صلات الجسم والعقل بالماضي والمستقبل، مايلي «يقودنا الحديث عن حقائق التنبؤ الي عتبة عالم المجهول، ويبدو انها تشير الي وجود مبدأ روحي قادر عليى الانتشار خارج حدود اجسامنا، ويترجم اخصائيو علم الارواح ظواهر معينة بأنها دليل على حياة الشعور بعد الموت، فالوسيط يعتقد انه مسكون بروح الميت، ومن أقوال كاريل «ينجب السكيرون ومجانين المورفين ومدمنو الكوكايين نسلا مشوها يدفع ثمن شرور ابويه طوال حياته كلها»، «بيد انه من المحقق ان ضعف العقل والجنون لهما سبب وراثي».
هذه الحياة الحافلة بالعلم والتجارب الطبية والمجتمعية جعلت الكسيس كاريل يتجه إلى العزلة بقية حياته في جزيرة سانت جيلدا لأن ثقافته وفلسفته بالحياة كونت خلاصة استنكارا ورفضا لما يدور في العالم.
لكن بالمقابل من يقرأ عن شخصية عالم الفيزياء ستيفن هوكينج الذي تحدى حالته الصحيه وتغلب على عجزه الجسدي بتنمية عقله حتى أصبح أبرز علماء الفيزياء النظرية،
من أين أتت هذه الإرادة والقوة الذاتية لقهر عجزه وتغلبه على ظروفه الصحية؟.
حسب ما نقلته التايمز عن ستيفن «الفيزياء الحديثة لا تترك مجالا للإيمان بأي خالق للكون». وفي كتابه The Grand Design ”هل كان الكون بحاجة إلى خالق؟ يقول:“ الإجابة هي لا وبعيدا عن كون الأمر حادثة لا يمكن تفسيرها إلا بأنها تأتي على يد إلهية فإن ما يعرف باسم «الانفجار الكبير» لم يكن سوى عواقب حتمية لقوانين الفيزياء ”. وينقل عن ستيفن هوكينغ“ إذا كانت نية الإله هي خلق الجنس البشري، فهذا يعني أن ذلك الكون المتعدد بلا غرض يؤديه وبالتالي فلا لزوم له ”. ويقول في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية“ أن حديث المؤمنين بوجود خالق عن الدار الآخرة والجنة والنار مجرد خرافات لا أساس علني لها ويقول أن الترويج لهذه «الخرافات» منطلق من الخوف من الموت. ويزعم ستيفن «أن موت الإنسان هو المحطة الأخيرة التي لا تأتي بعدها شيء». هذا هو ستيفن هوكينج الذي تحدى الطب وخالف تكهنات الاطباء ببقائه عبقري فيزيائي إلى عمر 71 سنة مؤلف كتاب «موجز تاريخ الزمن».
قال هوكينج «أن هدفي يتمثل في الفهم الكامل للكون وأسباب وجوده على صورته وأسباب وجوده في المقام الأول».
رغم أن فيزيائين قبل ستيفن هوكينج يعترفوا بخالق ومنظم لهذا الكون منهم نيوتن وأنشتاين وماكس بلانك الذي يقول «العلم الطبيعي لا يستطيع حل اللغز المطلق للطبيعة وذلك لأنه في التحليل الأخير نكون نحن انفسنا جزء من الطبيعة، وبالتالي جزء من اللغز الذي نحاول حله».
ستيفن هوكينج صاحب المعلومات في الثقوب السوداء شغل الناس بإرادته وتحديه لحالته المرضية وواصل ابحاثه الفيزيائية المميزة وكذلك شغل العالم بأفكاره الملحدة ونكرانه بخالق الكون بالرغم أن علماء طبيعة اهتدوا بخالق ومدبر لهذا الكون وما فيه من خلال علمهم ودراساتهم البحثية.
هل الادوية والأجهزة «الكمبيوتر وبرامجه» المصممة لحالته الخاصة والتي ساعدت ستيفن هوكينج في الحياة ليواصل ابحاثه
جاءت مصادفة بدون تنظيم من منظم؟.
من أقوال ستيفن هو كينج:
قال عن النساء «أنهن لغز كامل» وهو من حاول تفسير الكون وأسباب وجوده.