قمة القدس.. موقف رافض
خرجت القمة العربية ”القدس“، التي احتضنتها مدينة الظهران، بموقف موحد رافض، لقرار الادارة الامريكية، بنقل السفارة الى القدس، والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، باعتباره قرارا يتناقض والقرارات الدولية، التي تنص على القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
الموقف العربي الموحد، الرافض للاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، ودعوة البيت الابيض لإعادة النظر في قرارها، بنقل سفارتها للقدس.. ذلك الموقف يشكل مطلبا عربيا، لمواجهة التحركات الاسرائيلية، الساعية لفرض الامر الواقع، لاسيما وان اسرائيل تعمل منذ عقود، على احداث تغييرات ديمغرافية، في المدينة المقدسة، الامر الذي يتمثل في تراجع التواجد العربي، على حساب اليهود، اذ عمدت السلطات الاسرائيلية لاتخاذ اجراءات تعسفية، لاجبار الفلسطينيين على مغادرة القدس.
قرار القمة العربية المتعلق، بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، يشكل دعما سياسيا للسلطة الفلسطينية، التي تعمل جاهدة على تحريك المجتمع الدولي، للضغط على الادارة الامريكية، للتراجع عن قرارها بنقل سفارتها للقدس، خصوصا وان قرار البيت الابيض يتجاهل كافة القرارات الدولية.
الجامعة العربية مطالبة، بالتحرك على مختلف المحافل الدولية، لترجمة قرارها الرافض، لاجراءات الاعتراف بالقدس، عاصمة لاسرائيل، فالموقف الموحد يخدم المطالَب الفلسطينية الشرعية، وبالتالي فان الدول العربية بامكانها وضع خطط قادرة، على استخدام المنظمات الدولية، للضغط على اسرائيل، لايقاف الانتهاكات والممارسات التعسفية، بحق الشعب الفلسطيني الاعزل.
التعويل على استجابة الادارة الامريكية، بإعادة النظر في قرارها، بنقل سفارتها للقدس أمر مستبعد، خصوصا وان ادارة ترامب، تعتبر الاعتراف بالقدس، عاصمة لاسرائيل، من القرارات التاريخية، التي تخدم الحل السياسي، لقضية الشرق الأوسط، بيد ان موقف القمة العربية يعطي رسالة واضحة للبيت الابيض، بعدم التنازل عن القضايا المصيرية، وبالتالي فان محاولة الادارة الامريكية الحصول على موافقة، تجاه قرارها القاضي بنقل سفارتها، من تل ابيب الى القدس، تلك المحاولة تبددت جراء قرار القمة العربية.
الاحتجاجات الفلسطينية المتواصلة، على قرار ترامب بالاعتراف القدس، وسقوط عدد من الشهداء، تشكل عامل ضغط على الجامعة العربية، لاتخاذ موقف متصلب، خصوصا وان اسرائيل ما تزال تمارس الارهاب، تجاه الشعب الفلسطيني، بمعنى اخر، فان الموقف الرافض للشعب الفلسطيني تجاه اجراءات اسرائيل، لفرض الامر الواقع، يدفع الجامعة العربية لانتهاج سياسة متشددة تجاه تل ابيب، والسعى لاستغلال المنابر الدولية، لمناصرة الشعب الفلسطيني، وانهاء الاحتلال الجاثم، على صدر الفلسطينيين منذ عقود.
السلطة الفلسطينية مطالبة للاستفادة من الدعم العربي، تجاه قرار الادارة الامريكية، بهدف التحرك الجاد لتوحيد الصف الداخلي، من خلال العمل على انهاء الانقسام، واعادة ترتيب البيت الفلسطيني، الامر الذي يقوي موقفها تجاه الممارسات الاجرامية الاسرائيلية، المستمرة منذ عدة عقود.