آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

هل تتغير القناعات مع الزمن؟

سامي الدبيسي *

سألني الصديق العزيز الكاتب محمد المحسن ان كنت ندمت على بعض الكتابات السابقة والتي مضى عليها زمن ليس قصير وهل لو عاد الزمن لما كنت قد كتبتها أو كتبت عكسها فقلت له نعم فقال هو ايضا كذلك.

عندما ينظر الانسان من زاوية معينة وتغيب عنه زوايا اخرى اما لانها غيبت عنه او لانه لم يستقص عما يكتب عنه بما فيه الكفاية او كان متأثرا بضغط العاطفة والميول فقد يكتب مادحا لشخص او جهة او ناقدا لاخرى فان رأيه او انطباعه هنا يكون غير واقعي أو صحيح.

قد يتأثر الكاتب بانتمائه المذهبي او المناطقي فيمدح أو يتعاطف مع من ينتمي لهم أو يقدح في من لاينتمي لهم خصوصا ان كان هناك منافسة أو لم تكن العلاقة جيدة سواء لظرف سياسي أو ثقافي.

يفترض ان يكون الانسان متجردا من عاطفته واحكامه المسبقة وأن يكون المبدأ والقيمة الاخلاقية والانسانية هي منطلقه في اصدار أحكامه لكن ذلك محدود المساحة في الساحة الاجتماعية والثقافية.

يلعب الاعلام دورا في التأثير على الرأي العام اما لجهة كسب التعاطف مع الجهة التي تقف خلفه أو العداء للجهة المقابلة لكن هناك فرق بين الكاتب الذي بذل كل جهده لكي يقف على الحقيقة لكن غابت عنه معلومات رغم ارادته فلم يصل لها وبناء عليه أصدر حكمه وعبر عن رأيه لكن المحايد والمتجرد من ضغط الهوى يغير موقفه لو تبين له ماكان خافيا عليه كما ان الناقد المتجرد والمطالب باصلاح أو تغيير للافضل لو تم ذلك أو جزء منه فانه يشيد به ويطالب بالمزيد اما المعارض للمعارضة فانه ينسف كل ذلك ويشكك في القصد منه.

أبرز مثال في السنوات الاخيرة قطر وقناة الجزيرة والتي اعطت انطباعا في بدايتها بحرية التعبير والحياد بينما أخذ ينكشف خبثها والدوافع السياسية وراء انشائها من قبل النظام القطري مع الزمن وخصوصا مع بداية الربيع العربي وانحيازها للارهابيين تحت مسمى الثوار على الانظمة الظالمة وقبلها تعاطفها مع طالبان مع وقبل سقوط حكمهم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
باهر
[ القطيف ]: 10 / 4 / 2018م - 9:07 م
كدلك زيارتك ودعايتك للقرضاوي في قطر جيد الاعتراف