اسرائيل.. مسلسل الدم
المجزرة التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي، في يوم الارض
ليست استثناء، او مستغربة على الاطلاق، فالتاريخ الاسرائيلي حافل بالارهاب، واراقة الدماء، اذ لا يكاد يمر يوم بدون سقوط شهيد، او شهداء من الشعب الفلسطيني، على يد جنود الاحتلال، وبالتالي فان المجزرة الاخيرة تمثل حلقة من حلقات مسلسل، بدأ منذ اليوم الاول لاحتلال فلسطين، وما يزال مستمرا على وتيرة متفاوتة.
الشعور بالقوة، والمعرفة المسبقة، بعدم صدور مواقف منددة للاعمال الاجرامية، تشكل احد العناصر للاقدام، على امتهان الشعب الفلسطيني، فالحكومة الاسرائيلية تدرك جيدا، ان المواقف العربية ليست بالمستوى، التي تشكل ضغوطا عليها لوقف مسلسل القتل، الممنهج تجاه الفلسطينين، خصوصا وان غالبية المواقف لا تخرج عن التنديد، والاستنكار، على تلك الاعمال غير المبررة، وبالتالي فان الحديث عن اجبار تل ابيب لايقاف استخدام السلاح، غير وارد على الاطلاق، فهي تعتمد على القوة كسلاح لكسر ارادة الصمود، ورفض الاحتلاك الجاثم، على صدر الشعب الفلسطيني منذ 7 عقود.
ادراك الحكومة الاسرائيلية، بوقوف الولايات المتحدة، الى جانبها في جميع الممارسات الاجرامية، يشكل احد العوامل لاستمرار عمليات القتل، والتنكيل بالشعب الفلسطيني، فالادارة الامريكية تستخدم الامم المتحدة منبرا، لتبرير الاعمال الارهابية الاسرائيلية، الامر الذي يدفعها لاستخدام حق النقص ”الفيتو“، امام جميع مشاريع القرارات الهادفة، لادانة عمليات القتل، تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل، حيث تبرر موقفها الداعم لاسرائيل، بطرق مختلفة، ومنها الحق المشروع لـ ”الدفاع عن النفس“.
الموقف العربي غير المؤثر، على الساحة العالمية، وعدم القدرة على اتخاذ موقف حاسم، تجاه الاحتلال الاسرائيلي، يشجع تل ابيب على المضي قدما، في استخدام اداة القتل تجاه الشعب الفلسطيني، فالحكومة الاسرائيلية تدرك الوضع العربي الراهن، وضياع الموقف الموحد، الامر الذي يتمثل في عدم وجود قرار عربي قادر، على ردع الاحتلال للتوقف، عن الممارسات الاجرامية، خصوصا وان الجامعة العربية تعيش حاليا في وضع لا تحسد عليه، نتيجة الخلافات العربية - العربية، الامر الذي انعكس على الدور السياسي، للجامعة العربية على الساحة الدولية.
المفاوضات السياسية، بين السلطة الفلسطينية، واسرائيل منذ اتفاق اوسلو، لم تستطع ايقاف الممارسات التعسفية الاسرائيلية، طيلة العقود الثلاثة الماضية، اذ بقيت تلك المفاوضات الماراثونية تراوح مكانها، دون احزار تقدم يذكر، نظرا للتعنت الاسرائيلي، ومحاولة استخدام المفاوضات، كسلاح لتكريس الامر الواقع في الاراضي المحتلة، الامر الذي اعطى انطباعا راسخا، لدى الشعب الفلسطيني، بعدم جدوى السير وراء سراب السلام، خصوصا وان والحكومات الاسرائيلية، تستخدم ”المفاوضات“ كتكتيك مرحلي، لتمرير الكثير من المخططات الساعية، للتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية.
ارادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني، تشكل السلاح القادر على قهر الة القتل، لدى الجيش الاسرائيلي، فعلى الرغم من جميع الممارسات الممنهجية طوال العقود الماضية، فان الشعب الفلسطيني قادر على الوقوف، في وجه الرصاص، وتقديم المزيد من الشهداء، وبالتالي فان التعويل على المواقف الدولية، لاسترداد الحقوق المغتصبة، لم يجلب سوى مزيد من الاستيطان، وسلب الاراضي، وتهديم المنازل، بمعنى اخر، فان ثقافة النضال، ورفض الاستسلام، تمثل الخيار الاستراتيجي، لدى مختلف الاجيال الفلسطينية.