آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

كذبة ابريل

محمد أحمد التاروتي *

المواطن العربي ليس بحاجة للاحتفال ب ”كذبة ابريل“، التي تعم مختلف انحاء العالم، خصوصا وانه يعيش في دوامة الكذب، منذ ولادته وحتى مماته، فالوعود التي تطلقها بعض الحكومات، بمستقبل واعد، تبقى حبرا على ورق، حيث تتفنن بعض الدوائر الرسمية العربية، في صياغة الكذب على طول العام، مما يجعل المواطن العربي تحت تأثير الكذب الدائم، وبالتالي فان محاولة الخروج من دائرة الكذب، تبقى صعبة للغاية، انطلاقا من مبدأ ”اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدقك الناس“.

كذبة ”ابريل“، لا تمثل شيئا بالنسبة للمواطن العربي، فهي لا تحرك ساكنا على الاطلاق، على الصعيد الشخصي، خصوصا وان واقعه الصعب القائم على الكذب، يجعله بمنأى في الاحتفال، بهذه المناسبة السنوية، فالشعوب المحتضرة تحتفل بهذا المناسبة بطريقتها الخاصة، خصوصا وان الوعود التي تطلقها حكومتها، يتم ترجمتها على ارض الواقع في الغالب، فيما المواطن العربي ينظر بحسرة ولوعة، بانتظار ”تكرم“ بعض الحكومات العربية، بالوفاء بالاحلام الوردية، التي تطلقها على الدوام.

المواطن العربي يعيش منذ 70 عاما، كذبة كبرى تتجاوز كذبة ”ابريل“، باضعاف كثيرة، فالاحلام التي راودت المواطن العربي، باستعادة فلسطين ذهبت ادراج الرياح، اذ لم تسهم الاناشيد الحماسية، والخطب الرنانة، في استعادة شبر واحد، من تلك الاراضي المغتصبة، فالمواطن العربي منذ سبعة عقود يردد ”عائدون“، ولكن الواقع البائس يتحدث عن حقائق مغايرة تماما، لاسيما وان العمل العربي المشترك بات في مهب الريح، مما يجعل عملية تحقيق حلم طرد الاحتلال، من الاراضي الفلسطينية غير قابل للتطبيق على الاطلاق.

الفرد العربي يكابد العديد من الاكاذيب، التي تحولت الى حقائق بفعل الاعلام ”الزائف“، الذي تردده مختلف وسائل الاعلام العربي، ف ”بلاد العرب اوطاني من الشام لبغداد“، ليست سوى سيفونية، تتغنى بها الاجيال كنوع من التسلية، بيد ان الواقع العربي يعيش حالة من التشرذم، والضياع، والتخبط في المزيد من المشاكل، بحيث اصبح المواطن العربي فيروسا ضارا، في على طول الوطن العربي الكبير، لاسيما وان حرية التنقل تبدو اكثر تعقيدا، من الدخول في البلدان الغربية، وبالتالي فان ”كذبة“ الوطن العربي، ليست سوى نكتة حزينة، يتم ترديدها على الدوام.

كذبة ”الربيع العربي“، تمثل اكبر كذبة عاشها الوطن العربي، منذ سبع سنوات تقريبا، فالربيع العربي المنشود، لم يكن سوى فخ نصب للعديد من الشعوب العربية، للدخول في دوام الازمات، وتخريب الاقتصاد، ومزيد من الموت، والتدمير الشامل، فضلا عن التشريد القسري عن الاوطان، حيث ساهم الاعلام في تحريك بعض المشاعر، لدى المواطن العربي في ”الحرية“، والاحلام بمستقبل واعد، الامر الذي انعكس بصورة مباشرة، على التفكك الاجتماعي، وانعدام السلم الاهلي، في بعض الاوطان العربية.

داعش احدى مصاديق الكذب الممارس، تجاه الشباب العربي، فهذه الجماعة الارهابية تحاول استقطاب العناصر، بواسطة استخدام الدين، انطلاقا من قاعدة ”الغاية تبرر الوسيلة“، فهذه الجماعة وغيرها تدرك جيدا، حجم الكذب التي تمارسه، لغسيل الدماغ للشباب العربي، مما يدفعها لممارسة المزيد من الشعارات الزائفة، والمدغدغة للمشاعر، في سبيل استدامة الموارد المالية، والبشرية، لبناء مشروعها ”الكاذب“، الهادف لتخريب المجتمعات العربية، والبشرية على حد سواء.

كاتب صحفي