آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

«يد المحيط».. عمل الجارودي ودعم الطويلب أثمرا ذهبًا

جهات الإخبارية محمد الخباز - الدمام

حينما يأتي الحديث عن لعبة كرة اليد بنادي المحيط، فإن ذاكرة عشاق اللعبة في المنطقة تتوجه مباشرة إلى حسين المحسن، النجم الأبرز على مر تاريخ النادي الذي يقبع في الجارودية، إحدى قرى محافظة القطيف.

لكن المتتبع لتاريخ اللعبة الحديث، يعلم أن هنالك جنودا مجهولين، طالما اهتموا باللعبة، وساهموا في بقائها وتطورها خلال السنوات القليلة الماضية.

ولعل المدرب الوطني سعيد الجارودي، هو واحد من أبرز هؤلاء الجنود، حيث حمل على كاهله لسنوات هم الاعتناء بمدرسة البراعم، والعمل على صناعة جيل جديد يكتب التاريخ لأبناء المحيط.

العزيمة الكبيرة، والإيمان بالهدف، كانا الدافعين الحقيقيين لمواصلة الجارودي عمله، وسط دعم حقيقي من عاشق اللعبة ورئيس النادي الحالي أنس الطويلب، الذي طالما دعم اللعبة، وحرص على تواجدها بشكل مستمر في الواجهة، رغم بعض المطبات التي كانت تتعرض لها.

ومنذ قدوم الطويلب لدفة الرئاسة بنادي المحيط، اتضح اهتمامه المتزايد بلعبة كرة اليد، كما هو الحال بالنسبة للألعاب المختلفة، ليساهم في صناعة جيل جديد بإشراف الجارودي، لكنه كان جيلا مختلفا، حيث وضح تميزه في عدة جوانب، منها الفنية والجسمانية، إضافة لما يمتازون به من عشق كبير لكرة اليد، الذي تولد من عشق أبناء الجارودية للعبة، نظرا للتطور الكبير الذي شهده مستوى الفريق الأول لكرة اليد، والذي تمكن من تحقيق المفاجأة والوصول للدور النصف نهائي من بطولة كأس الأمير سلطان في الموسم الماضي.

هذا الاهتمام انعكس إيجابيا على مدرسة البراعم ومنتجاتها، التي شهدت تواجد المدرب الوطني المتميز هاشم الشرفا إلى جوار الجارودي في بعض أوقاتها، وهو ما ساهم في تطور براعم المحيط في عدد من الجوانب، المهارية، والنفسية على وجه الخصوص.

وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر نتاج مدرسة البراعم، من خلال تواجد لاعبين يواصلون مسيرة تألق الشقيقين حسين المحسن وصادق المحسن، كانت طموحات صغار المحيط أكبر بكثير، فنجحوا في تحقيق لقب بطولة نادي الخليج للبراعم في العام «2015» م، واتبعوه بلقب مهرجان براعم كرة اليد بنادي النور في العام «2016»، إضافة للقبي نادي الحي بالقديح، ولقب بطولة الدوري التنشيطي لكرة اليد في العام «2016» م، والذي كان تحت إشراف الاتحاد السعودي لكرة اليد.

ازدادت الطموحات، وجاء التعاقد مع المدرب التونسي محمد عبدالمجيد شليف، بمثابة نقطة التحول في مسيرة فريق ناشئي كرة اليد بنادي المحيط،، الذي يضم لاعبين قادمين من مدرسة البراعم، حيث نجح في الموسم الرياضي الماضي «1437 - 1438» هـ، في تحقيق المركز الرابع في الدوري الممتاز للناشئين.

ومع الحلول في المركز الرابع، ازدادت الطموحات، ليضرب أبناء المحيط بيد من حديد، متجاوزين كافة الصعوبات، التي كان من أبرزها سوء أرضية الملعب المكشوف بالنادي، الذي أجبرهم على التنقل لممارسة التمارين في العديد من الملاعب المجاورة، ومتوجين مجهود السنوات، بالحصول على لقب الدوري الممتاز لناشئي كرة اليد، للمرة الأولى في تاريخهم.

تزيين خزائن المحيط بالذهب، سيكون الدافع لهم للاستمرار في الاعتناء بمدرسة البراعم، وتفعيل دورها بشكل أكبر، إضافة لمتابعة التطور الحاصل في فئتي الناشئين والشباب، من أجل أن يكونا الداعم الحقيقي للفريق الأول، الذي يتمنى عشاقه أن يكون ضمن القائمة الذهبية لأبطال كرة اليد السعودية خلال السنوات المقبلة، وهو ما ليس ببعيد، اذا ما تحصلت اللعبة على الدعم المادي المطلوب، وتواجد الطاقمين الإداري والفني القادرين على إحداث نقلة إيجابية على مستوى اللعبة، والرفع من مستوى الطموحات.