آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

الارادة السياسية مفتاح التغيير

سامي الدبيسي *

اثبتت التجارب ان الارادة السياسية هي مفتاح التغيير على المستوى الاجتماعي والثقافي وان الشعوب المتخلفة لو تركت وشانها فلن تتغير ابدا فحصون الممانعة لديها منيعة ومستعدة للبقاء على ماهي عليه الى ان يرث الله الارض ومن عليها تتوارث الجمود جيلا بعد جيل اما تحت عنوان العادات والتقاليد او تحت عنوان الدين ومفاهيمه التي يعتقدون انها ثوابت لا تقبل النقاش.

فمخاطبة الجهات السياسية واقناعها بالتغيير ان لم تكن مقتنعة به اجدى من مخاطبة الشعوب الجامدة.

والشواهد امامنا لا تحتاج لاستدلال.

ظلت الحكومة الكويتية لمدة طويلة تستجدي اعضاء مجلس الامة كي يوافقوا بالاغلبية على حق الترشح والاقتراع للانتخابات النيابية بالنسبة للنساء وفي كل مرة يصوتوا بلا حتى تمت الموافقة اخيرا في 2005م وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ان الحكومات احيانا متقدمة على شعوبها وابعد نظرا منها وكان من المفترض ان الحكومة الكويتية تفرض ذلك كقانون وليس ان تستجدي النواب الذين يماثلون في تفكيرهم من انتخبوهم ليمثلوهم كما ان الناخبين لايختارون في الغالب من يمثلوهم على اساس من البرنامج الانتخابي بل على اساس قبلي وعشائري وما شاكل.

في قطر اقر النظام القطري حق الترشح والانتخاب للمرأة القطرية في الانتخابات البلدية لكن لم تصل ولا مرشحة للمجلس البلدي من اول دورة وفي دورات لاحقة تم انتخاب واحدة.

في السعودية وكما هو معلوم لم تتحرك المياه الراكدة بسهولة فالممانعة الدينية والاجتماعية ضد أي تغيير كانت شديدة فما ان يلوح في الافق اي جديد الا ويقف الناس عموما والمتدينون خصوصا ضده بدءا من الهاتف الى الراديو الى تعليم البنات الى الفضائيات الى اعطاء المرأة مساحة أوسع للحركة اجتماعيا ووظيفيا اضافة الى عدم تحرك الدولة باتجاه التغيير سابقا ومع استلام الملك عبدالله رحمه الله بدأت خطوات خجولة في هذا الاتجاه والان مع العهد الجديد ومع اقتناع القيادة السياسية بضرورة التغيير تم اقرار قوانين في هذا الاتجاه وسمح بما لم يكن مسموحا ومع ذلك لا زال المجتمع عموما ممتعضا لكن مجبرا!