ابدأ يومك متفائلا
في كل يوم أراه.. أرى الجدية والنشاط والتفاؤل.. أرى الحركة والحياة... أرى البسمة ترتسم على محياه.. أراه ينشر الإيجابية بمرحه وضحكته... أراه هكذا في زمن يصارع الإنسان ضغوط الحياة... منذ أن يخرج من بيته متجهاً إلى مقر عمله.. صراع في كل شيء... أنظر إلى صديقي أجده أكثر حيوية في مقابل بقية الزملاء الذين يعيشون حالة من الكسل والكآبة..
سألته ذات كيف تبدأ يومك بكل جدية ونشاط وتفاؤل؟
أجابني مبتسماً... عليك بتطبيق العادات الخمس لبدأ يومك بكل سعادة ونشاط وحيوية وتفاؤل..
الأولى: أقرأ القرآن... تكن سعيداً
روي عن الامام الصادق . قال: «القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده، وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية».
أجعل صباحك ممزوجاً بآيات القرآن الكريم، اقرأ القرآن قراءة المتعلم والباحث عن سبل السعادة، وتعلم منه أفضل التعاليم التي تضيء يومك.. فآيات القرآن هي بلسم الروح وهي شفاء للصدور... قف عند آياته متأملاً متدبراً.. ففي كل آية توجيه رباني من عمل به سعد في الدنيا والآخرة... فإذا أردت أن تعيش سعيدًا فعش مع القرآن، وستغمر قلبك السكينة والأمان والاطمئنان، والتي ستنعكس على تعاملاتك اليومية.
الثانية: الدعاء وطلب الأمنيات
جاء في دعاء يوم الأثنين: «اللهُمَّ اجعَل أوَّلَ يَومي هذا صَلاحاً وَأوسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً، وَأعوذُ بِكَ مِن يَومٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأوسَطُهُ جَزَعٌ وَآخِرُهُ وَجَعٌ... اللهُمَّ أولِني في كُلِّ يَومٍ اثنينِ نِعمَتَينِ مِنكَ ثِنتَينِ: سَعادَةً في أوَّلِهِ بِطاعَتِكَ، وَنِعمَةً في آخِرِهِ بِمَغفِرَتِكَ، يامَن هُوَ الإلهُ وَلا يَغفِرُ الذُّنوبَ سِواه».
هكذا هم المتفائلون... يطلبون الصلاح والسعادة منذ بداية يومهم، ومن تكون بداية يومه بهذه الكلمات.. طالباً من الله التوفيق والصلاح حتماً ستناله توفيقات الله تعالى.
وفي دعاء الصباح أنت تطلب من الله: «فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحي هذا ناِزلاً عَلَي بِضِياءِ الْهُدى وَبِالسَّلامَةِ فِي الدّينِ وَالدُّنْيا،..»
هي كلمات أنت تخاطب بها ربك راجياً منه التوفيق والسعادة، والصلاح والتفاؤل في يومك... وستتحقق أمنيتك بعونه تعالى.. فقط ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ﴾ كما قال تعالى.
الثالثة: الصدقة سعادة وتفاؤل
روي عن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «إِذَا أَصْبَحْتَ فَتَصَدَّقْ بِصَدَقَةٍ تُذْهِبُ عَنْكَ نَحْسَ ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَ إِذَا أَمْسَيْتَ فَتَصَدَّقْ بِصَدَقَةٍ تُذْهِبُ عَنْكَ نَحْسَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ».
جاء في دراسة علمية جديدة «صحيفة ذي إندبندنت» أن بعض علماء النفس توصلوا إلى أن أعمال البرّ يمكن أن تكون أقصر الطرق للوصول إلى السعادة.
وتوصل العلماء إلى أن الذين ينفقون أموالهم على الآخرين كانوا أسعد، بينما أولئك الذين أنفقوا أموالهم على ملذاتهم الشخصية لم يشعروا بسعادة تُذكر.
فإذا أردت السعادة والتفاؤل فما عليك إلا أن تتصدق ببعض المال.
الرابعة: الفطور وجبة المزاج المتفائل
قال الإمام الصادق : «إذا صليت الفجر فكل كسرة «أي قطعة من الخبز» تطيب بها نكهتك، وتطفئ بها حرارتك، وتقوّم بها أضراسك، وتشد بها لثتك، وتجلب بها رزقك، وتحسّن بها خلقك». «طب المعصومين ص 280».
أكد الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو بعدما درسوا ما إذا كان لتناول وجبة الفطور تأثيرات مفيدة وإيجابية على مزاج الإنسان وأدائه المعرفي في فترة الظهيرة، ووجدوا أن تناول الفطور يمنع العديد من الآثار الضارة ومنها الصداع والإجهاد والتوتر. ويقول أحد خبراء التغذية «إنه عندما تأخذ بعين الاعتبار بأنه مضى عليك ثماني إلى تسع ساعات على تناولك وجبة العشاء فإنه من الواضح أن التزود بالوقود من خلال الفطور سيجعلك تشعر بالراحة وتنجز أفضل خلال اليوم».
الخامسة: المشي سر السعادة والتفاؤل
دائما يؤكد الأطباء وخبراء الرياضة على ضرورة ممارسة الرياضة بشكل يومي، حتى وإن كانت رياضة المشي، لما لها من فوائد عديدة للجسم بكل أجهزته، ومن هذه الفوائد:
الشعور بالسعادة: فممارسة الرياضة يوميا تحفز الدماغ لإفراز مواد كيميائية تسمى «الأندورفين» الذي يساعد على الشعور بالسعادة والاسترخاء.
الرياضة تحسن من المزاج
الرياضة هي تأمل مفعم بالنشاط والحيوية.
فهذه خمس عادات يمكنك تطبيقها وستجد أنك متفائل منذ شروق الشمس وحتى الغروب.