أُشيمط!!
في محاورة جميلة جمعت بين معلمة وطالبتها الصغيرة في الصف الأول متوسط عندما سألت الطالبة معلمتها باحترام:
معلمتي لم أسمع منك كلمة «خاطئة» لإحدى الإجابات يوما ما!
قالت لها معلمتها: لا يوجد إنسان مخطئ وإنما يوجد متعلم من الخطأ، «أخطأتُ فتعلمت الصواب».
وجميعنا ندرك الخطأ لنبتعد عن تكراره. فليس عيبا أن نخطئ ولكن كل العيب ألا نتعلم من أخطائنا، كل العيب أن نعاود الخطأ مرارا وتكرارا فنقع في الحرج من أنفسنا ونخجل من الآخرين لسوء تصرفنا.
إن الخطأ وارد يسير معنا عبر مراحلنا الانتقالية من الصغر إلى الشباب انتهاء بمرحلة الشيخوخة، ولكن خطأ الشيخ الكبير يدخله في متاهات محزنة ولا يهيئ له حسن الخاتمة بعد مشيئة الله تعالى.
تقول إحدى السيدات:
كنت حاملا في الشهر التاسع ودخلت محلا لبيع الأجهزة الكهربائية بمفردي وما لبث صاحب المحل الستيني يجاذبني أطراف الحديث بمعاكستي وبكلمات تخلو من الحياء، خجلت من تصرفه، فخرجت مسرعة من محله وقد اهتزت صورة الشيخ المسنّ في نظري، لقد اقتطع جزءا من إنسانيته بخروجه عن مجريات المألوف، لابد أن يكون وهو في هذا السن وقورا ينعتني بابنته لكنه خرج من جلبابه شاهرا عاره أمامه لقد خجلت خصلات شعره البيضاء من تصرفه، وبات هواه مسيرا له يعاكس ابنته وربما حفيدته، وكأنه يجهل سنين عمره، ولا يدرك مكانه الصحيح في هذا السن.
جاء في الحديث: «ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه».
وقد نجد بالمقابل شابا راجحا في فكره محترما لمبادئه، متى ما أخطأ تدارك خطأه وأصلح عيوبه بنفسه يستفيد من تجارب الآخرين ويغمض عينيه عن كثير من الشهوات والملذات، يردد دائما: ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
جعلنا الله تعالى ممن يستمعون أحاديث الحق فينتهجونه، صغارا كنا أم كبارا.