فالنتعامل مع النص الديني بشكلٍ عصري
النص الديني له عرض وله جوهر، العرض: هو قالب النص لكن جوهره: رسالة النص الذي نزل بلغة الناس الذين يعيشون وقت نزوله، العرض يتغير من وقت لأخر، بخلاف الجوهر الذي يبقى بمرور الزمان ولا يتغير.
بعبارة اوضح إن فهم النص الديني يتطور مع تطور الزمان؛ لو لم يكن كذلك لأصبح جامدا ولا يصلح إلا لزمانه الذي نزل فيه، على العكس من ذلك ان فهم النص يتغير مع تغير الزمان لذلك يكون عابر للازمان.
إذ أن النص الديني أو الآيات الكريمة لا حدود في فهمها فليس من الصحيح تفسير آيات قبل مائة سنة نفسها في وقتنا المعاصر الذي تغيرت فيه العقول وتطورت فيه العلوم والمعارف.
كما انه لم يأت النص الديني بلغة مختلفة عن لغة الناس وقت نزوله انما حول تلك اللغة الى شرع مثل كلمة صلاة معناها الاصلي هو الدعاء قبل بعثة الرسول ﷺ لكنها شيئا فشيئ تحولت الى عبادة وحركات معينة يقوم بها الناس للتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى.
كذلك مارس النص الديني نفس الدور مع عادات الناس اذ لم يحاربها لكنه جعلها في قناة في نهايتها الترك ان كانت مستقبحة، او المرور من تلك القناة بعد ما يتم بها بعض التعديلات مع مرور الزمان مثال على ذلك الرق وعبودية البشر الذي كان في زمن البعثة وقبلها لكن الدين جعلها في طريق نهايتها التوقف، لذا لا يمكننا ان نعمل بالنص الذي يجيز ذلك العمل في عصرنا هذا، والقياس ينطبق على كثير من مفاهيم النص.
لذلك لابد من إعادة فهم النصوص الدينية والتعامل معها بما يقتضيه الزمن الحاضر لكي ينسجم مع تفكير الناس، ولكي لا يصبح نفور بين الدين والناس نتيجة تباعده عن تفكيرهم وانسجامهم معه.
كما انه لابد من معرفة ظروف بعض النصوص الدينية فبعضها ملزم في وقته أو جاء لإدارة أمر يحتاج له في وقته قد لا ينطبق في عصور متقدمة عليه.
لا زال كثير من الناس عنده الاصرار على بعض المفاهيم التي اكل الدهر عليها وشرب نتيجة الفهم السائد للنص الديني المتسلط على عقله وفكره، من الصعب عليه التخلي عنه أو تغيير فهمه له لذاك يبقى حبيس التخلف عن ركب التقدم والازدهار.