شُعراء في الظل
ما أكثر هذه الفئة من الشُعراء المُتميزين الذين يعيشون في الظِل ولكن بصمَات أشعارهم وقصائِدِهم حينما تقرأها أوتُتباعها تشعر أنك في دوحة شِعرية غَناء خلابة ولها رنين عاطفي وبُعد وِجداني تطرِب لها الأسماع وتتلاقفها الألسن… وكأنما أروت المتعطشين.
وغدَّت الجوعى المتلهفين حنيناً وطرباً خاصةً إذا كان الشعر ينصب حباً وولاءاً وإيمانا وتمسكاً بِأهل بيت النبوة .
حيث هم الينبوع العذب الذي لاتنضب روافِده ولا يزيد الشارب منه إلا فخراً وعِزةً وكرامةً وشرفاً.
نعم هُنالك المبدعين من هؤلاء الشعراء الذين يطربوك وينقلوك بما تجود بها قريحتهم وأناملهم في جو شاعري من الحُب والعطاء والفخر والامتناء والاسى والشجن في محبة أهل البيت وإبراز ما تعرضوا له من محن على يد أعدائهم في قالب مثالي ورسم واقعي…وكأنك تعيش الواقع بِكُل احداثه ومأسيه وأحزانه فتتفاعل مع الحدث وتتولد فينا الرغبة الجانِحة في الشهادة من أجلهم والإقتداء بهم والسير على هداهم ونهجهم الوَضَاء شموخاً ورِفعةً.
هذا من جانب ومن جانبٍ أخر عندما يتفاعل أؤلئك الشُعراء في نقل صورةٍ حيةٍ تتلامس وتتجادب فيها ذلك الحدث السعيد والأمر الرباني العظيم وأنت تعيش ذِكرى وِلادتهم بكل رغبة ورجاء وشوق وإشتياق… وكأنهم يرسمون الواقع بكل أحداثه وحيثياته وقد أصابوا ماذكروا وصوبوا ما قصدوا.
إن وجود هؤلاء الشُعراء بين ظهرانينا نِعمةً لاتوصف ولا تُقَدر بِثمن…. أطال الله في أعمارهم، فهم ناموس حقيقي يُجَسِد الواقع بِكُل معانيه وأحلامه وفيهم صدق قول القائل إن من الشِعرَ لِحكمة وإن من البيان لِسحرا.
ونَحن اليوم على موعد لِتسليط الضوء على أحد مِن شُعراء الظِل المتمكنين والمتمرسين..
الشاعر الإستاذ: أحمد علي المشرف أحد رِجالات سيهات المعروفين على المستوى الإجتماعي والأدبي.
هذا الشاعر الذي يفوح شِعْرهُ هِياما وشوقاً وتشريفاً في ذِكر مآثر وفضائل أهل بيت النبوة والإمامة وقد صاغها في قالب مثالي شفاف يحوي كُل مكارِم الأخلاق وأنبل السجايا الإنسانية الرفيعة والهادفة الخلاقة التي تتوج آل البيت في دنيا الإسلام والمسلمين.
ومن ضمن بعض قصائدة الرائِعة في مَدح النَبي مُحَمدٍ صَلى الله عليه وآله يوم ولادته في بيتين من هذه القصيديقول فيها.
وفِي سَاعَةِ المِيلادِ كَبَّرَ زَمْزَمٌ يُجَاوِبُهُ رُكْنُ الحَطِيمُ مُرَدِّدَا
وبَشّرَ جِبرِيْلُ الأمِينُ مَلائِكَاً
بِمَولِدِ خَيْرِ العَالَمِينَ مُحَمّدَا
نعم لقد أجاد وأبدع هذا الشاعر وتفنن في نَقل الحدث وتصويره حيث يتقطر إيماناً وإخلاصاً في إن يضع الشيء في مواضعه…. في موسيقى شعره التي تأخد باللألباب وتأسر النفوس قاصداً بها وجه الله ومحبة أئمته…. حيثُ مافتأ يلتمس مُناصرة الحق بشعره ويدم الباطل بمخازيه وعيوبه فكأنه البعيدُ الأقرب والمتحفز الأصوب لِمُنَاصرة أئمة الهُدى والعُروة الوثقى.
فلك مِنا ومِن محبي قصائدك وفي نغمات شِعرك الرائع بالدفاع والمنافحة عن البيت النبوي الكريم كُل التقدير والأمتنان ولك الأجر والثواب من الواحد المنان.