ثقافة النجاح
تحقيق النجاح يتطلب الكثير من الجهد، وبذل المزيد من الوقت، ”ما نيل المطالَب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا“، وبالتالي فان السعى وراء الاسباب عامل حاسم، في سبيل الوصول الى المراد، فالتراخي والتكاسل يولد الحسرة والندامة، والبقاء في القاع دون القدرة للصعود للقمة.
عملية النجاح ليست صعبة في ذاتها، ولكنها ليست متاحة للجميع، فالمرء يحصد ما تزرع يداه، اذ لا يمكن ان يتساوى انسان مجد ومثابر، في السير بخطى راسخة وراء الهدف المنشود، وبين اخر متكاسل وغير مجتهد في معترك الحياة، فالأول يعمل على الدوام في سبيل خططه، بينما الثاني لم يتحرك قيد انملة لإزالة اسباب الخمول، ومحاولة الاستفادة من الظروف، في سبيل تحقيق بعض المكاسب، سواء على الصعيد المادي او المعنوي.
التمسك بعوامل النجاح، احدى الأسس باتجاه خلق الظروف المناسبة، لطرد الفشل والدخول في عالم النجاح، اذ لا يمكن للانسان الصعود نحو القمة، دون توفير الاسباب المساعدة، لارتقاء سلم النجاح، حيث تتطلب عملية الصعود التعرف على الخطوات، وعدم الاستعجال تفاديا للسقوط، وعدم القدرة على صعود سلم المجد مجددا، فهناك فرص لا تتكرر على الإطلاق، مما يتطلب الاستفادة منها قدر الإمكان، ”ذهاب الفرصة غصة“.
تحديد الهدف الذي ينسجم مع الميول والرغبات، يمثل الخطوة الاولى نحو بناء الذات، خصوصا الرغبات تدفع المرء بقوة باتجاه تحطيم جميع العراقيل، التي تعترض الطريق، فالإنسان يقدم الكثير في سبيل تحقيق رغباته، الامر الذي يفسر تحمل الكثير للمتاعب، التي تتسم بها بعض الاعمال التي يعشقها، بينما يرفض مواصل الطريق عند إجباره، على اختيار اعمال تتعارض مع رغباته الذاتية، باعتبارها مضيعة للوقت، وغير قادرة على خلق حالة من النجاح، على الصعيد الشخصي.
الارادة الصلبة تشكل عاملا أساسيا، في عملية النجاح، فالمرء بدون امتلاك هذه الصفة، يتخبط على خير هدى، مما يحول دون القدرة على مواصلة الطريق حتى النهاية، خصوصا وان انعدام الارادة القوية صفة سلبية، وثغرة كبرى، وبالتالي فان خطر السقوط امر محتمل في اي لحظة، سواء في بداية الطريق او منتصفه او نهايته.
ثقافة النجاح امر بالغ الأهمية، لمواصلة مشوار التقدم في مختلف الاصعدة، كما ان إرادة النجاح حق مشروع للفرد، فانه مشروع متاح للمجتمع، في سبيل الارتقاء، وركب سفينة التقدم، لاسيما وان المجتمع الذي يتحرك بخطى ثابتة، سيحقق مراده، بالرغم من مختلف الصعوبات التي تعترض الطريق.