ثقافة الإصرار
الارادة قوة معنوية، قادرة على تحطيم الحواجز، على اختلافها، فالمرء الذي يحمل هدفا كبيرا، لا يلتفت للعراقيل التي تعترض طريقه، باعتبارها ضريبة طبيعية، في سبيل الوصول الى خط النهاية، وبالتالي فان الصيحات التي تطلق في وجهه، للاستسلام ليست ذات معنى، فيما تمثل المحفزات وقودا، لمواصلة المشوار، حتى تحقيق الهدف المنشود.
الارادة الصلبة، تمثل العامل الأساس، في القدرة على تحمل الصعاب، ”ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النيّة“، فالإصرار عنصر حيوي في الارتقاء، نحو سلم النجاح، والصعود نحو الأعلى، بمعنى اخر، فان المرء الذي يتحرك وفق منهج واضح، وهدف سام، يعمل جاهدا لتوفير أسباب النجاح، من خلال وضع الخطط المناسبة، وترك العمل العشوائي، او الفوضوي، لاسيما وان طريق النجاح لا يحتاج الى الإصرار، بمفرده دون وضع الدراسات اللازمة القادرة، على وضع الأمور في نصابها الصحيح.
الاستفادة من الخبرات على اختلافها، عنصر أساسي في تجاوز المطبات الحياتية، ”في التجارب علم مستحدث“، ”سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل“، فالمرء بحاجة مستمرة لعلوم الاخرين، باعتبارها علوم تراكمية، من اجل أخذ العلوم النافعة، وتجنب الإخفاقات، والهزائم، وبالتالي فان المكابرة، وعدم الالتفات الى الخبرات السابقة، خطأ فادح، مما يستدعي وضع جميع أسباب النجاح في الاعتبار، من اجل اختصار الكثير من الخطوات، التي عاصرها السابقون في سبيل الوصول، الى الاهداف المرسومة.
عملية الوصول الى سلم النجاح، ليست سهلة على الاطلاق، خصوصا وان الاطراف الاخرى لن تقف مكتوفة الايدي، اذ ستعمد الى زرع الأشواك في الطريق، من اجل ادخال اليأس في النفس، سواء بغرض القضاء على الهمة العالية، وقتل حالة الإصرار، او بسبب المخاوف على المصالح الشخصية، الامر الذي يفرض على المرء، وضع جميع الاحتمالات، في الاعتبار، فالاستسلام عدو النجاح الاول، والأخير، بينما يمثل الإصرار الوقود القادر، على ابعاد جميع العراقيل من الطريق، فهناك الكثير من التجارب، التي تعطي المرء دروسا، في سبيل السير قدما حتى النهاية، بمعنى اخر، فان محاولة الاصغاء للأصوات الداعية، للتوقف في منتصف الطريق، خطأ لا يغتفر على الاطلاق.
النظرة التفاؤلية عنصر حيوي، في التعاطي مع الإحباطات، التي تعترض الطريق، فالطريق نحو تحقيق النجاح طويل، وشاق، الامر الذي يستدعي التحلي بالتفاؤل، وطرد النظرة المتشائمة، بمعنى اخر، فان المرء الذي يحول كل خطوة فاشلة، او صعبة، الى حالة إيجابية، بامكانه امتصاص كافة الصدمات، التي تعترض الطريق، سواء كانت تلك الصدمات كبيرة او صغيرة، بكلمة اخرى، ان ثقافة الاصرار، ليست منعزلة عن النظرة المتفائلة، على الاطلاق، لاسيما وان الارادة بما تحمل من طاقة معنوية هائلة، تمثل حالة إيجابية في التعاطي، مع الأحداث الخارجية، الامر الذي يتحول على شكل قدرة كبرى، في استيعاب مختلف الأفخاخ، التي تنصب في طريق النجاح.