آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:44 م

شخصيات تكتب فيها مجلدات سلبا وايجابا

سامي الدبيسي *

تختلف الشخصيات في مستوى حسنها كصفات واخلاق وسلوك وسوئها كذلك فهناك المتميز في مستوى صفاته الجميلة كتعدد تلك الصفات ومستوى الصفة الواحدة فيه كصفة اللباقة والذوق وحسن الخلق ووجود تلك الصفات كالامانة والاخلاص والوفاء وغيرها.

وفي المقابل هناك شخصيات تتفاوت في مستوى قبح صفاتها من ادنى درجة حتى مالايتصوره عقل سليم من الخبث والتجرد من الاخلاق والقيم.

وطبعا قد تجتمع الصفات الحسنة والسيئة بدرجات متفاوتة وبشكل تغلب هذه على تلك في الشخصية الواحدة.

وهناك شخصيات تتظاهر بالصفات الحسنة كوسيلة للخداع في سبيل تحقيق اغراض خبيثة.

مالا يمكن ان يجتمع هو خبث السريرة مع الصفات الحسنة فقد يرتكب الانسان الاخطاء بشكل عرضي بدون اصرار اوقصد او نتيجة ضغط معين او اشتباه او غضب في حدود معينة لكن ان يكون ديدنه السوء وسبيله ومنهج حياته بحيث تكون صفة ملازمة لشخصيته يبني عليها تعاملاته ويسعى لاكتساب الخبرة من خلال تجاربه ومن يماثلونه فتلك اعلى درجات السوء فتكون هنا عن سابق عمد واصرار.

ومن صفات تلك الشخصية التلون والاساءة للاخرين والاعتداء عليهم وعندما لايقبلون ينتقم منهم بسبب ذلك ويصر على غيه وكانه يقول بلسان الحال انه لابد من العدوان شئت ام ابيت.

وغالبا - من خلال مانرى - لاتؤوب تلك الشخصية عن سوئها الا بالردع والعقاب والوقوف بوجهها ووضع حد لها فلو تركتها وشانها فستستمر مادامت لاتشعر بان هناك من يضع قيودا عليها او يضبطها والضمير لديها غائب.

وكما لا تؤوب تلك الشخصية سوى بالعقاب فانها قد تتوقف نتيجة العجز البدني وعدم القدرة على الاساءة مضطرة بسبب ذلك كأن يصاب الاشخاص المتصفين بذلك بحادث يقعدهم عن الحركة أو تقدم بالسن.

ومن صفات تلك الشخصية أيضا الحسد وليس المقصود به هنا العين كما يتداولها الناس حيث لا دليل عليها ولكن تمني الشر للاخرين وزوال النعمة عنهم حتى لو لم يستسببوا بأي ضرر للحاسد وحتى لو كانوا أقل منه تمتعا بتلك النعم.

ولا أعلم جذور ذلك السوء المتأصل في بعض النفوس المريضة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
هلال الوحيد
[ القطيف ]: 18 / 2 / 2018م - 1:43 م
ومهما تكن عند أمرإٍ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلمِ

بارك الله فيك
2
ابو زينب
[ القديح ]: 18 / 2 / 2018م - 7:49 م
أحسنت أخ سامي ؛ مقال رائع كعادتك ....

حديثك عن ذوي الأنفس المريضة الذين يؤذون الآخرين أو يقابلون منتهى الاحسان بمنتهى الفجور و الدنائة يذكرني بقوله تعالى : (بَلَى? مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَ?ئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ? هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ...

المصيبة أن بعض هؤلاء ان امتلك السلطة و النفوذ و المال كأن يكون زعيم قبيلة أو رأس عائلة مثلا؛ فإن شره و طغيانه يستطير و يمتد إلى كثير من الناس علاوة على أنه يؤسس لقبيلته أو عائلته "سنة" سيئة يمشون عليها حتى توردهم النار و بئس الورد المورود ...

و الأدهى و الأمر من كل ذلك هو مجتمعنا الغارق في بحار المجاملات و مستنقعات النفاق الاجتماعي حينما يجامل أمثال هؤلاء و يمنحهم الوجاهة و المكانة الاجتماعية ؛ فكأننا انسلخنا من الإسلام و تبنينا في المقابل أعراف الغابة و قيم الجاهلية ...
3
سامي الدبيسي
[ تاروت القطيف ]: 19 / 2 / 2018م - 6:55 ص
شكرا استاذ هلال،تعليق ابوزينب اجمل مما ورد في المقال