آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

لماذا غالباً يفشل الزواج من الآخر؟! ‎

حينما يعيش الفرد تحت وطأة التعصب الديني وثقافة الكراهية ورفض الآخر سواء في المذهب الواحد أو في المذاهب الأخرى أو حتى في المعتقد الديني العام، تفرز حالة من النفور الاجتماعي والوطني وهذا بطبيعة الحال ليست وليدة اليوم بل تمتد جذورها من تاريخ البشرية، هذا الخلاف ساهمت فيها أيدي الغلاة والمتعصبين والمرتزقة وبعض العوام الذين يأمنون بثقافة القطيع وهم لا يشعرون، وبالتالي علينا أن ندرك حجم هذا الخطر المحيط بنا، والأنكى أن تسقط المجتمعات نفسها دون مراعاة العواقب وراء ذلك. المتعصب دائماً لا يرى غيره على صواب وإنما خطه وجماعته فنظرته أحادية لا تقبل القسمة على أثنين من منطلق أنهم يمثلون الباطل والخطأ والخطيئة من دون حجة على اعتقاده ذاك.

أحد أشكال التعصب الديني والقراءة الخاطئة للموروث الديني هو الرفض القاطع للزواج من المذهب الأخرى وأن كانت النسبة تختلف من مكان إلى آخر ولكن بوجه عام البعض يرفض ذلك بدعوى الخوف على الأبناء في تحديد مصيرهم وثقافتهم الدينية، ما مصير تلك العوائل والأسر التي بنت عش الزوجية أن تغرق إعلامياً في بحر المتشددين والمتعصبين فيسعون جاهدين للفصل بينهما وفق نظرة دينية هي مصدر خلاف بين المسلمين.

الزواج من المذهب الآخر لماذا يفشل غالباً هو عنوان مناقشة طرحته عبر صفحتي في الفيسبوك، ووضعنا ثلاثة خيارات وهي التعصب الديني أو القراءة الخاطئة للموروث الديني أو ثقافة الكراهية. وأجمع الكثير من الأخوة والأخوات المشاركات في اختيار القراءة الخاطئة للموروث الديني الذي أنتج تلقائيا التعصب والكراهية. أخترنا لكم بعض التعليقات المهمة والثرية تحت هذا العنوان منها. ليلى درويش ترى أن ثقافة الكراهية يمنع التقارب من البداية، بينما إيمان عمران تقول لا يفشل الا حالات قليلة فوالدي ووالدتي رحمها الله مذهبين مختلفين. لكن قل الزواج بين اديان مختلفة مدنيا كان ام شرعيا يفشل بالتأكيد عن تجارب واقعية، وتتجه أنين الروح إلى ما هو أبعد بقولها التعصب الديني الذي تربى عليه المجتمع عبر الاجيال وانتج الكراهية في النفوس بحيث يصعب التعايش واستمرار الود نتيجة طبيعة وحتمية للخطاب الديني المتشدد وتختم التعليق السيدة ابتسام أن لكل قاعدة شواذ لكن الاغلب هو الفشل حسبما نرى، ما آلت اليه هكذا زيجات. اختلاف الدين حتى المذهب في نفس الدين وهذا برأيي بسبب عدم الانفتاح على ثقافات الغير ويكثر هذه الايام بعكس ما كان سائدا قبل ذلك رغم التطورات الاخيرة في زماننا.

بالنتيجة عندما يخفف الكثير من السياسيين والإعلاميين وبعض رجال الدين من غلوهم وتحريضهم المذهبي ويستبدلونها بنشر الوعي وتقبل الغير واحترامهم عندها فقط تنخفض نسبة الاختلاف. ويعم السلام في المجتمع.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أم مهدي
[ القطيف ]: 17 / 2 / 2018م - 3:05 م
أحسنت أخوي مقال جميل واقع مرير ولكن هكذا الحياة تسير عكس مانشتهي