آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:33 م

يوم في حياة أم سعودية ”عاطلة عن العمل“ «10»

المهندس عيسى المزعل *

«كنا في الأسبوع الماضي مع السيدة أم محمد، وهي تستمع لزوجها وإبنها، وهما يبثان همومهما أثناء تناول وجبة الغداء».

بعد وجبة الغداء يقوم أبو محمد وإبنه بأخذ الصحون إلى غسالة الصحون، بينما تقوم أم محمد بتنظيف طاولة الطعام وترتيبها.

يذهب محمد مباشرة لأداء واجباته المدرسية، ووالده أيضا يذهب مباشرة لأخذ قيلولة ”طويلة“.

قبيل إنتهاء ساعة الراحة التي أعطتها أم محمد لطفلتيها، كانت جالسة قرب شهد، التي لم تطرح أي سؤال هذه المرة. بل زاد تركيزها على شاشة جهازها، وإحمرت أصابع كفيها وهي تتشبث بآيبادها خشية الإختطاف.

قرابة الساعتين أمضتها أم شهد وهي تراجع مع إبنتيها دروسهم.، كانت تستمتع بتلك المهمة. بإستثناء مادة اللغة الفرنسية طبعًا. كانت سعيدة وتحمد الله وهي تلاحظ حماس طفلتيها، وما أنعم الله عليهما من ذكاء وصحة. كالعادة، كان تدريس فرح سلسًا وممتعاً، أما شهد، فأمرها مختلف تماما،،،

”ماما، لماذا لا بد أن أذاكر دروسي يوميا“. تسأل شهد.

”لكي أطمأن على أنك مستوعبة جميع المواد، ومتميزة بين زميلاتك.“ تجيبها أمها.

”ولكننني متميزة فعلا، وأنا الأولى في فصلي“. ترد شهد.

”نعم صحيح، وأنت ذكية فعلا. الا أن الذكاء لا يكفي لاستمرار التميز، لا بد من الإجتهاد والمذاكرة. بعدين،،، ألم تقولي أنك ستعطيني دروسا في اللغة الفرنسية“. تجيبها أمها.

”Oui, oui“. ترد شهد بحماس. وتبدأ دروسها لأمها في اللغة الفرنسية،

”Bonsoir Maman“ بدأت شهد تدريسها.

”Bonsoir Chérie“ أجابتها أمها.

”Comment allez - vous aujourd’hui“ سألت شهد وهي متحفزة.

”Je vais bien merci“ ردت الأم مبتسمة بدون تردد أمام ذهول إبنتها، التي تزداد حدقتي ابنتها إتساعا من الدهشة، مع كل إجابة صحيحة من أمها.

وتستمر دروس شهد، او إختبارها لأمها التي تبدي تجاوبا معها، ثم تقوم بذكاء بتحويل الدفة لمراجعة بقية المواد.

من الواضح أن المعلمات يقمن بعمل حسن، تعتقد أم محمد، كما أن مستوى المواد وعددها جيد، رغم كثرتها، الا أن ما يقلق أم محمد فعلا، هو الضعف الشديد في برنامج اللغة العربية. لذا فهي تبذل جهدا مضاعفا في هذه المادة، وتطلب من إبنتيها يوميا كتابة صفحة كاملة باللغة الفصحى حول أي شيء يرغبون فيه. وقد نجحت ورد في ذلك بدون صعوبة، وأخذت لغتها العربية في التحسن بسرعة، إلا أن شهد تصر على التعويض عن الكلمات العربية التي تجهلها بكلمات انجليزية، أو فرنسية.

يتبع،،،