الطموح المالي بين سندان التضخم ومخاطر الافلاس
لطيف ان نتشارك كأبناء منطقة من خلال الحديث في ديوانية افتراضية او حسية عن موضوع العملات الديجيتال ك البيتيكون bitcoin والكريبتو وغيرهم وجميل ان نسمع تحاليل متعددة متضاربة بين مشجع ومحذر. مازالت التحاليل والمشاركات تتماطر عبر منطقة الخليج بشكل يومي ولكلا من الكتاب رؤية ترتبط بتجاربهم السابقة وتتطلع الى تجارب لاحقة... والتاريخ لا يقف بتجربة او تجربتين ولذا لابد، وهذا بشكل عام، لابد من التأمل من كل تجربة سواء فاشلة او ناجحة في حياة كلا منا الاقتصادية.
فمثلا مررت انا بطفرة اكتتاب اسهم بنك الرياض وفورة الاكتتابات التابعة وتجارة بطاقات العوائل للاكتتابات وانهيار اسهم امريكا نهاية شهر ديسمبر للعام 1999 - بداية عام 2000 بما يعرف ب أسهم blue chips وصدمة انهيار الاسهم المحلية في 26 فبراير 2006 ويعيد الزمن نفسه في أزمة الرهن العالمية حوالي منتصف 2008 ولكن بمستوى عالمي وهكذا دواليك.
سمعنا كما سمع الكل بأن هناك تشكيلات للجان تحقيق بعد كل انهيار اقتصادي يومذاك ولم نطلع على نتائج تلكم التحقيقات. وكذا سمعنا عن بعض وكالات الأنباء عن تجريم بعض الصحفيين المدفوع لهم من قبل جهات مستفيدة لنشر مقالات تحليلية تضليلية تروج لهذا او ذاك النوع من الاسهم او الاكتتابات او الاستثمارات او.. الخ. ولكن عدد ضحايا الافلاس كان كارثي اجتماعيا حينذاك والبعض من الضحايا مازال مكتوبا حتى الساعة ولم يتعافى اطلاقا.
نسأل الله لهم ولنا العافية والرزق الواسع. ولعل سلسة من اشهر تلكم الوثائقيات التلفزيونية ما عَنْوَن بالانهيار الكبير للأسهم وتحقيقات صحفية بعنوان Greedy American وغيرها لتفسير ماحدث هو ما رصدناه.
ولكن هذا لم ولن يوقف شغف البعض او حب البعض من الناس ولو بدرجات مختلفة من المخاطرة في التعلق بقطار التجارة والمضاربة وتنمية المال بتسارع مختلف ومستويات مخاطرة مختلفة حبا في تكوين كامل الكرامة المالية لذاته او لأبناءه واسرته.
السؤال الحالي والذي يتردد في ديوانيات وقروبات الكثير داخل الخليج العربي هو انه في مرحلة ضبابية الصورة الاستثمارية، كيف للمتقاعد الطموح او الوارث او التاجر ان يحصن امواله من التضخم او الضرائب ويحقن أمواله او حصيلة عمره في قنوات نمو اقتصادي في المكان الصح واين هو هذا المكان الاستثماري. وهل العملات الرقمية مأوى او مكان آمن ام انه سراب بقيع. وماهي الاستراتيجية الأنفع في ظل الاحوال الاقتصادية العالمية وهل مازالت استراتيجية ”كل فطير وطير“ لدخول تلكم الاسواق في العملات الافتراضية فاعلة ام لا.
هذا التساؤل كان يراود البعض ومايزال لاني اسجل تقاطر بعض ابناء الوطن عن الاستفسار والمتابعة لـ اخبار العملات الرقمية وفي اعينهم تساؤولات عدة لم يلقوا اجوبة شافية لها ويسوقهم الامل في ان ينمو رؤوس اموالهم حتى لو كان في الاصل قليل والمخاطرة كبيرة. قد لا نلوم ايا منهم لأن صاحب المال وصي على ماله ولكن من الجميل ان تكون هناك توظيفات للوسائط الاجتماعية في زيادة مساحة الوعي والتثقيف النقدي والمالي والاقتصادي. ولذا وددنا ان ننقل هذه التساؤلات بين ايدي اهل الاطلاع والحصافة في هكذا امور لا سيما اهل التجارب المتنوعة المثرية في هذه الامور. نرجو ان تتضمن التعليقات مجموعة او حزمة توصيات ذات هدف عام ولنتذكر جميعا «زكاة العلم تعليمه».