الأجواء الروحية
ورد عن الإمام الرضا : «عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل له: وما سلاح الأنبياء يا ابن رسول الله؟ فقال : الدعاء» «بحار الأنوار ج75 ص354».
الأجواء الروحانية الإيمانية هي التي تأخذ بيد الإنسان إلى طريق الحق والفضيلة، وتظهر تلك النسمات الإيمانية على سلوكه وتصرفاته وتعامله مع الآخرين بالأمانة والصدق وحسن الخلق، وتخلق هذه الأجواء يقظة في ضمير العبد، وتشكّل عنده حاجزاً عن ارتكاب المعاصي وتجنب مسبباتها.
إن الجفاف الروحي الذي يعاني منه الناس، لا علاج له إلا بوجود أجواء تربطهم بالله عز وجل، وهي أجواء الدعاء والعبادة واستشعار العظمة الإلهية.
الدعاء هو نداء من العبد إلى ربه، وهذا التوجه إلى الله يبث الطمأنينة والراحة في قلب الداعي، فالمؤمن يتوجه إلى خالقه شاكياً له حاله وتقصيره وإسرافه على نفسه، يطلب من الصمد أن يقضي حوائجه وتفريج حاله، يبث ما في قلبه إلى الله القادر على تغيير حاله من أسوأ حال إلى أحسن حال.
إن للدعاء أهمية كبيرة في حياة العبد، فهو السبب المتصل بينه وبين خالقه، فالدعاء مسير إلى الكمال المطلق، فكما أن السير المكاني يقرّب الشخص من مبتغاه، كذلك السير في الدعاء، إذ هو سير معنوي إلى المبتغى وهو رضا المعبود.
الدعاء يمثل حاجة ملحة للإنسان لإعادة توازنه النفسي، فهو يعيد علاقته بالله عز وجل إلى مسارها الصحيح، فيخرج من منزلق المعصية والآثام ومن الإساءة لنفسه والآخرين، إلى عالم التكامل وبناء الشخصية وفق الأسس الصحيحة، يخرج من عالم الطغيان والتكبر والغفلة إلى عالم الاستقامة وتهذيب النفس، مستوحياً ذلك من العطاء والفيض الإلهي.