القتل الرحيم
* ياله من موقف مريع، عندما يصل اليأس بالإنسان إلى درجة القنوط، فيجد الموت سبيلا للراحة فيقرر ”الإنتحار“ خلاصا من ألم الحياة ومرارتها.
* في سويسرا مثلا، أعدت عيادات خاصة للإنتحاريين لإزهاق أرواحهم بطريقة «حريرية» أمام زوجاتهم ومقربيهم.. تحت إشراف طبي بتكاليف مالية تدفع من أجل القتل المريح أو مايسمى بالموت الرحيم بل هناك عناية من أجل الإشراف على الموت وضمان خروج الروح، سبحانك يارب!
* كما في مقطع الفديو وانتحار رجل أعمال بريطاني..
«بيتر لورنس سميدلي..
- هل أنت متأكد بأنك تريد شرب هذا الدواء الذي به سوف تنام وتموت؟
- نعم أنا على وعي بهذا.
- سأعطيك الدواء هل أنت - متأكد؟
- أنا متأكد»
ويشرب الدواء السام ويشكر مناولته الأخصائية أمام زوجته وبعض من أقاربه بكل بساطة وأريحية وشياكة حتى كان يقول لزوجته كوني قوية عزيزتي ولصديقه وداعا جون.. وداعا وداعا.. شكرا لاهتمامكم بي!
هذا بكل بساطة!
* مشهد شبيه بالحلم.. لاتستوعبه عقولنا بعد.. لشدة عسر الإجابة عن السؤال.. كيف يصل اليأس بالإنسان لدرجة الإنتحار بإرادة واعية؟!
سؤال آخر.. كيف لعاقل بكامل وعيه أن يبلع السم الزعاف لينهي حياته بيده؟!
* هكذا وبهدوء تام وبساطة.. قرار لايشوبه تردد.. رأينا الشخص ”المنتحر“ كيف كان يلوح بيده لمن حوله.. باي باي.. شكرا شكرا! كما لو أنها سفرة قصيرة أو هجعة قيلولة مرتقبة.
* هكذا في غمرة من اليأس قد غابت عنها إرادة الحياة.. يسدل الإنسان على نفسه ستار الموت.. ليضع حدا لحياته ويفصلها عن عالم الوجود والعلاقات والرغبات والعواطف والمسؤوليات.
كيف يتأتى ذلك؟!
* عقولنا ترفض أن تتقبل أو تستوعب.. بفعل شدة الدهشة وبشاعة المشهد ”الدراماتيكي“ المريع.. الذي بإزاءه يهز الأبدان ويصيب الرأس بالدوران.
* اللهم أعفوا عنا وعافنا.. ونجنا من آفة اليأس والقنوط.. وابعد عنا وساوس الشياطين.. إنك التواب الرحيم.. الهادي إلى الصراط المستقيم.
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم..