تشويش وشوشرة ام شي اخر
عندما كنا في الفصول الدراسية الرسمية لاحظنا صدور اصوات نشاز من الصفوف الاخيرة في الفصل ورصدنا رمي اوراق مجنحة او طباشير في اتجاة بعض مدرسي المواد لاسيما المواد العلمية بشكل خاص. استدركت ذات الحدث تكرارا ومرارا في الصفوف الدنيا والمتوسطة والثانوية وان تطورت الاساليب المعكرة لانعقاد الفصل الدراسي. استنطقت ذات يوم بعد بلوغ سن السادسة عشر الهدف لـ افعال المشاغبين لهكذا سلوكيات. فرد احدهم معلقا اننا نريد ان نستفز الاستاذ عمدا لاسباب عدة منها:
اننا كشلة نتضامن حتى لا يستطيع استاذ المادة المعنية ان يغطي المنهج كاملا هذا اولا؛ ثانيا نستطيع من خلال الاستفزاز ان نفرض تجمعنا ك رقم داخل الصف وخارجه لان ردة الفعل لمعظم المدرسين الغاء الحصة. ثالثا هذه الاعمال هي لون من الوان ارضاء غرور سن المراهقة السلوكية لدينا.
العجيب مع تقدم الايام وجدت ان معظم مجموع هؤلاءك المشاغبين تمردوا ليس فقط في المدرسة ولكن ايضا في المجتمع والمسجد والاماكن العامة وباساليب تهدف للفت الانتباه وبث الاراء المسمومة والشكوك في كل شي او اعادة نقل بث الافتراءات الملصقة باهل الفضائل دونما تمحيص او تدقيق او تقوى. ليس هذا وحسب ولكن رصدت ان الشي الوحيد الذي يخشونه هولاءك المشوشين هو لغة القوى وما سواها فلا خشية عندهم له. كبر البعض منهم واصبح التنمر ونكران الجميل لابناء مجتمعه صبغة في معظم اقواله ومحافله وتصريحاته وسلوكه.
اتصل ذات يوم احد الاصدقاء القدامى وقال لي معاتبا الا ترى انه من الواجب ان يتدخل مجموعة من ابناء المجتمع لوقف هكذا مشاغبات وبث اشاعات واستهزاء بعناوين اسلامية او قومية او تسقيط رموز فكرية او التهديد بالاستقواء بأطراف اخرى ضد المجتمع.
رددت عليه معلقا لا يحق لاي شخص ان يفرض رأيه على الاخر واذا كان الامر كلام فليتعاطى مع الامر في نفس الحدود اي الكلام بالكلام والقناعات بالقناعات من خلال الحوار الهادئ الهادف. ولكن من باب التضامن الاجتماعي لاسيما وان هؤلاء الموصوفين بالمشاغبين هم من ابناء المجتمع ذاته وليسوا دخلاء، وعليه يُنبه كل شاطح بشطحته مهما على مكانته في المجتمع ويقارع الدليل بالدليل والحجة بالحجة حينما تكون هناك فائدة متوقعة للنقاش الايجابي المتحضر.
الشي الاخر، وانا استرسل القول لصاحبي في الادلاء بتشخيصي، يجب ان نتذكر قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب : ”اعياني الحديث مع الاحمق“.
ليس جديد ان نُسجل ان هناك من يتخرصون في الكلام وليس جديدا ان البعض يبني اموره ومرئياته بناء على قراءات خاطئة او ظنون او من الاخذ للكلام المنقول من طرف واحد دونما تحقق علمي رصين. فلنحسن الظن في الجميع والايام كفيلة ان تكشف كل صاحب رأي بينبوع اراءه ومنطلق لسانه وصريح نيته وغاية مشروعه ومنتهى سفره والجهة التي معاه او ضده او ناصحة له او مموله او مؤمنة او مسقطة له. وحينما تتكشف الامور فليس هناك ولي عن المجتمع فلكل عضو من المجتمع مسلكه في اسلوب التناصح لهذا او ذاك او الابتعاد عن الكير بكل أصنافه تجنبا للأذى وبعدا عن الاسفاف او المساجلات مع هذا او ذاك.
نحن في عتبات السنة الجديدة وفي ساحة ذكر الملهمين والاكارم من بيت النبوة والانسانية فلنجعل صدورنا تتسع للجميع في محيطنا طمعا في لم الشمل ورؤية الحقيقة واحتواء الطاقات لما يخدم المجتمع ويطور آفاقه وصياغة مجتمع متكاتف منسجم ومحترم لكل ابناءه ونبذ المتربصين به شرا.