يوم في حياة أم سعودية ”عاطلة عن العمل“ «8»
تركنا السيدة أم محمد «هدى» في الأسبوع الماضي وقد استيقظت فزعة من قيلولة طالت على غير العادة، بعد أن أنهت مهامها المنزلية اليومية، من طبخٍ وتنظيفٍ وترتيب.
في حوالي الواحدة والنصف ظهرًا قادت سيارتها بإتجاه مدرسة طفلتيها. فترة إنتظارها تطول ظهرًا لأن جميع الطالبات يغادرن في وقت واحد، وبعض السائقين يصلوا مبكرا جداً ليكونوا في مقدمة المغادرين. أبلغت المشرفة أسماء طفلتيها، سمعت اسميهما يذاع، ثم تطلعت بلهفة وهي ترى إبنتيها مقبلتين بمعية إحدى المعلمات. كم تحب هاتين البنتين، وغريب هذا الشوق، رغم أنها كانت معهما فبل ساعات فقط.
طوال الطريق إلى المنزل، إكتفت ورد بالنظر من النافذة، غارقة في أفكارها الخاصة. أما شهد، فإنها لم تتوقف عن الحديث. خلال رحلة العودة، أعطت أمها تقريرًا مفصلًا عن يومها الدراسي. تحدثت عن ”أبلاتها“ بحب، وبينت قدراتها في ال ”ماث“، ثم في ”الإنجليش“، حسب تعبيرها، وختمت بإستعراض حصيلتها من الكلمات الفرنسية. كانت في قمة السعادة وهي تجد أمها عاجزةً تمامًا عن معرفة أي من كلماتها الفرنسية.
”ماما، أنا اشطر منك“، قالت شهد بفخر.
”نعم، شهودتي، أنت أشطر من الماما، وأمك فخورة بك“، أجابتها أمها، وهي تدخل بسيارتها في كراج منزلهم.
كان محمد قد عاد للتو من مدرسته، والساعة تقترب من الثانية.
بدأت في إعداد المائدة. وجبة الطفلتين تبدأ أولا.
تناولت ورد وجبتها بهدوء، الا أن شهد أمرها مختلٌف تماماً. الصعوبة هنا لا تنحصر في أسئلتها المتلاحقة، بل في ملاحظاتها التي لا تنتهي على كل شيء.
”لماذا مكرونة ورد حمراء؟“، تسأل شهد.
”لأنها تحبها كذلك“. تجيبها أمها، وهي تدخل الطعام في فمها.
”أنا أستطيع تأكيل نفسي.“ تعترض شهد.
”نعم، إلا انك تنشغلين بالكلام عن الأكل، وانا لا بد ان أُعد مائدة الغداء لأبيك الذي سيصل بعد قليل“.
”لماذا يتأخر والدي؟“.
”لأن دوامه ينتهي متأخراً.“ تجيبها والدتها.
”لماذا؟“ تسأل شهد،،،،
بعد إنتهاء البنتين من تناول غداءهما تقومان بأخذ الصحون والملاعق الى المطبخ، وتضعانها في غسالة الصحون. - منذ أن غادرت الخادمة، عودت أم محمد عائلتها على تحمل كلٍ منهم مسؤوليته في نظافة المنزل وترتيبه. - بعد ذلك، تسمح لهما أمهما بساعة راحة، حيث تشاهد ورد التلفاز، بينما تتسمر شهد مع آي بادها، وتتنقل بين برامجه بمهارة الخبير.
يتبع،،،،
