عهد.. طفولة المقاومة
احتلت الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، اهتمام وسائل الاعلام، والمنظمات الحقوقية العالمية، على خلفية احتجازها في السجون الإسرائيلية، نتيجة قيامها بصفع احد جنود الاحتلال، كتعبير واضح على رفضها ومقاومتها، لاستمرار احتلال بلادها.
الاهتمام العالمي بمصير عهد التميمي، يمثل نوعا من صحوة الضمير، لدى المجتمع الدولي، تجاه الممارسات الاجرامية، التي ترتكب بحق الطفولة الفلسطينية، لاسيما وان الصور التي تتناقلها وسائل المختلفة، تكشف حجم القمع الممارس، تجاه الكثير من أطفال الفلسطيني، على خلفية المواقف الرافضة لساسية الاحتلال، والارهاب الذي يطال، مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، منذ عقود عديدة.
عهد التميمي تمثل نموذجا واحدا، ضمن مئات الأطفال القابعين في سجون الاحتلال، فضلا عن مئات الشهداء، الذين سقطوا بواسطة الرصاص الاسرائيلي، خلال العقود الماضية، بخلاف آلاف الجرحى الذين نقلوا للمشافي، لتلقي العلاج خلال سنوات الاحتلال، فالطفل الفلسطيني احتل موقعا متقدما، في مقاومة الاحتلال طوال العقود السالفة، وذلك جنبا الى جنب، مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني.
انتفاضة القدس الحالية، لم تختلف عن الانتفاضات السابقة، فقد سجلت سقوط العديد من الشهداء من الأطفال، مما يعطي دلالة واضحة على قصد القتل، لدى جنود الاحتلال اثناء المواجهات المظاهرات السلمية، الرافضة لقرار الرئيس الامريكي ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، الامر الذي أحدث موجة غضب عارمة، لدى الشعب الفلسطيني.
الطفولة الفلسطينية، تواجه كبقية الشعب الفلسطيني آلة القتل، والتنكيل بمزيد من الصمود، والرفض وعدم الاستسلام، فالأعداد الكبيرة التي تخرج بشكل يومي، في الشوارع بمختلف المدن المحتلة، تكشف مستوى الوعي لدى الطفل الفلسطيني، والقدرة على المشاركة في صنع التاريخ، والتحرك المشترك لإنهاء حقبة الاحتلال المظلمة، التي خلفت القتل والدمار، والاستيلاء على الارض.
الاحتلال الاسرائيلي، صنع إرادة وعزيمة قوية، لدى الطفل الفلسطيني، كغيره من الفئات الاجتماعية، فالرغبة في التحرير افشلت مخططات التركيع والاذلال، التي يمارسها الجيش الاسرائيلي، بشكل يومي، الامر الذي يتمثل في استخدام مختلف الأساليب، لاجبار الشعب الفلسطيني، على ترك ارضه والهجرة، للدول المجاورة، وكذلك مصادرة المنازل، وتخريب الاراضي الزراعية، والسماح للمستوطنين بالتمدد، على حساب اصحاب الاراضي، وغيرها من الممارسات الاجرامية، التي ترتكب في مختلف المدن المحتلة.
تمثل الطفولة الفلسطينية الوقود الدائم، لرفد إرادة التحرر لدى الشعب الفلسطيني، فالمخططات الإسرائيلية الساعية، لادخال اليأس وقتل إرادة المقاومة، ذهبت ادراج الرياح، لاسيما وان جيل الانتفاضة الثالثة، لم يعايش الانتفاضة الاولى، وقسم كبير لم يعاصر الانتفاضة الثانية، مما يعطي دلالة على توارث المقاومة، لدى الشعب الفلسطيني، جيلا بعد اخر، الامر الذي يفرض على الاحتلال الاسرائيلي، التعامل مع واقع الرفض التام، لبقاء الجيش الاسرائيلي، يعيث في الارض الفساد، ويهلك الحرث والنسل.