الاقتصادي الأسري والخلل بالمصروف
بأي حدث اجتماعي يتم سماع الخبر ولا ينتقل إلى مرحلة التفاعل معه إلا بعد بروز نتائجه الضارة واقعيا حتى يدخل مرحلة الوقاية والعلاج مثل الامراض المزمنة السكر الضغط كثيرون لم يتفاعلوا مع المرضين الا بعد ما رأوا بأعينهم نتائج المرض بشكل مشاع من مخاطر وصلت إلى الموت.
هذا ما يحدث في شئون أخرى بالحياة مثل الاقتصاد والامور المعيشية ما زال خبر القيمة المضافة وتداعيته في حيز الحديث والحوارات الأسرية والاجتماعية حتى تبرز نتائجها على مداخيل الاسرة وما ينتج عنها من ارهاصات وضغوطات اقتصادية.
احد اشكاليات الاسرة الخليجية ان المعنيين بالصرف والاستهلاك بعيدين عن الحدث الاقتصادي وأعراضه واقصد ربة البيت وافراد الاسرة الذين على مقاعد الدراسة فهم لا يدركون معاني المفاهيم الاقتصادية مثل السلع الضرورية والكمالية العرض والطلب والتضخم وانخفاض العملة والبطالة والقوى الشرائية وضرائب على الدخل والقيمة المضافة. عدم استيعاب ما يدور البيئة اقتصاديا سيجعل الاستهلاك كما هو وتنتج عنه مشاكل أسرية.
عدم الاهتمام بالادخار والاستثمار والاعتقاد الخاطئ بأن ما تكسبه اليد مصيره الصرف سيبقى الحال في دوامة السباق على الاستهلاك حتى ان ربة الاسرة مع الابناء حسب دراسة تستحوذ على أكثر 50٪ من الدخل على السلع والخدمات الكمالية.
اضافة لا تعي الاسرة بأن عوامل الدخل «الراتب» لذوي الدخل المحدود تتحكم فيه عوامل خارجية اكثر من العوامل الذاتية.
بما أن اقتصاد الأسرة جزء من الاقتصاد الكلي «العلم المريض»
فمشكلة التوازن ما بين الدخل والصرف عند العوائل الغير واعية دائمة.
لكن للتخفيف ومعالجة الازمات المعيشية للأسر ينبغي ان تاخذ هذه النقاط بعين الاعتبار في مواجهة الغلاء والتضخم:
- معرفة عناصر الدخل والصرف الأسري
- الاحساس بالأمور الطارئة الاقتصادية والتفاعل معها
- إعداد ميزانية دورية كل 4 شهور مع مراجعتها
- اطلاع أفراد الأسرة على الميزانية
- عدم تجاوز المصروفات للدخل
- تصنيف السلع الضرورية واولوياتها من وجهة نظر رب الأسرة
- التخلص نهائيا من السلع الكمالية قدر الأمكان
- مراجعة أصناف الميزانية دوريا
- عدم الذهاب للتبضع إلا في الشهر مرة او مرتين لشراء الضروريات
- الذهاب للسوق بقائمة محددة مع تقدير قيمتها
- عدم المقارنة مع الأسر الأخرى الميسورة
- الابتعاد عن التخفيضات إلا للسلع الضرورية وعند الحاجة
- إعداد الوجبات الرئيسة بالمنزل والابتعاد عن المطاعم
- عدم الالتزام بالأفراح والمناسبات بشراء الكماليات
- الاقتصاد في استهلاك الطاقة
- تحديد المواسم التي تزيد بها المصروفات والاستعداد لها
- الاستفادة من تجارب الأسر.
العوائل في الدول العربية وغيرها مرت بظروف اقتصادية وازمات بحيث استفادت من التجارب المعيشية وكيفية التعامل مع تعدد عوامل الحياة ومتطلباتها بالتعلم والوعي بفنون الاستهلاك، اما الأسر الخليجية ما زالت في سكرة الطفرة الاقتصادية التي جعلت ”اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب“ شعارا عاما بين الأسر كما أن عدم مشاركة أفراد الاسرة في قرار الشراء والاستهلاك أحد الاسباب الرئيسة وعدم استيعاب المفاهيم الاقتصادية والافتقار للثقافة الاستهلاكية ستبقي الرضع فترة طويلة حتى تتراكم تكاليف المعيشة والديون بعدها ستحدث صدمة للاسرة يمكن حينها تعي العائلة معنى الاقتصاد الأسري وليس هناك حيلة للعلاج الا التحكم والسيطرة على العوامل الداخلية في تقنين الاستهلاك وتنمية الدخل بالتنازل عن اكثر ما يطلق عليه كمالي من السلع والخدمات.