آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

معالي السفير المعلمي يناقش مسيرة الاصلاح بمنتدي الثلاثاء

جهات الإخبارية

ضمن فعالياته للموسم الحادي عاشر، استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف معالي السفير السعودي عبد الله المعلمي مساء الثلاثاء 29/5/1432هـ الموافق 4/5/2011م في حديث عن مسيرة التغيير في المملكة العربية السعودية. وقد أدار الإعلامي ميرزا الخويلدي الندوة بافتتاحها بإشارة مقتضبة لدور الاصلاح الطامح للبناء في تشييد الأوطان ومراكمة المكاسب وتعزيز المنجزات، مؤكدا على وحدة المصير ونهائية الكيان كقاسم مشترك بين أبناء هذا الوطن.

وقد استعرض الخويلدي سيرة معالي السفير المعلمي الذي عيّن أخيرا سفيرا دائما للمملكة في الأمم المتحدة، وكان قبلها سفيرا لبلجيكا؛ بعد توليه للعديد من المناصب الإدارية الهامة في المملكة، في مجموعة العليان، وغرفة جدة كرئيس، فضلا عن توليه منصب أمانة جدة، قطع بذلك كله مسيرة حافلة بالانجازات التي خدمت الوطن في مختلف الأصعدة.

وقد رحب راعي المنتدى الاستاذ جعفر الشايب بالضيف الذي عرفه في مجلس الشورى صوتا متميزا وكفاءة وطنية معروفة، وتعرف عليه شخصيا كسفير للمملكة في بروكسل؛ من خلال تردده عليها كعضو إداري في مؤسسة مد الجسور المهتمة بتطوير مؤسسات المجتمع المدني في الخليج بالتعاون مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي، والتي تتخذ هولندا لها مقرا.

السفير المعلمي بدأ حديثه بالإشارة إلى دور تجسير العلاقات بين أبناء الوطن الواحد في تدعيم الكيان الوطني، وتعزيز مسيرة الإصلاح التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منذ توليه زمام الحكم في المملكة كرائد له في مختلف المجالات، مبديا تفاءله بمستقبل أجمل للمملكة كنتيجة حتمية لهذه المسيرة.

في مجال الاصلاح الاقتصادي تحدث معالي السفير عن جهد المملكة للانضمام لمنظمة التجارة العالمية، الأمر الذي دعاها لمراجعة الكثير من الأنظمة والتشريعات وإعادة صياغة بعضها بما ساهم في تحقيق قدر أكبر من الانفتاح، تقدمت المملكة على إثره للمرتبة العاشرة في سلم الدول الجاذبة للاستثمار بعد أن كانت في المرتبة الخامسة والستين قبل سنوات. حصل ذلك في ظل أزمة مالية عالمية لم تؤثر سلبا على المملكة، بدليل انخفاض الدين العام عنها، رغم وجود الكثير من التحديات، كالتضخم الذي بات هاجسا يصعب السيطرة عليه رغم حزمة الاجراءات التي اتخذت للحد من اندفاعه، وكالبطالة التي لا تزال مشكلتها في ازدياد يتطلب معالجتها بحكمة، وكالفقر المطلق - وليس المدقع - مشيرا بذلك لتصريحات وزير التخطيط والاقتصاد عن قضاء البلد عليه إثر قرارات ملكية معالجة، كرفع مخصصات الضمان الاجتماعي ودعم الصناديق التخصصة بالمشاريع الذاتية.

ولمجالي التعليم والقضاء انتقل الضيف مشيرا لبطء حركة الاصلاح رغم إعلان وزارة التربية والتعليم عن برامج شاملة تهدف لرفع مستوى التعليم كحاجة ملحة لدفع عجلة التقدم بما يليق بحجم المملكة.

وحول الاصلاح السياسي والإداري تحدث المعلمي عن إضافة المملكة للتعديلات المناسبة لنظام مجلس الشورى وتأسيس نظام هيئة البيعة ونظام مجالس المناطق كالمجلس البلدي، وغيرها من الأنظمة التي لا تزال بحاجة لزيادة فعالية أدائها عبر تفويض قدر أكبر من الصلاحيات، وانتخاب اعضائها واشراك المرأة فيها وتقليص المركزية في الجهاز الإداري، وإسناد دور أكثر فاعلية لمجالس المناطق.

وختم معالي السفير كلمته بالحديث عن الاصلاح الاجتماعي الذي يضمن للفئات المستضعفة في المجتمع حقوقها الكاملة مشيرا إلى أن ما تم تحقيقه في هذا المجال يستحث بالضرورة المزيد من الاصلاح الذي تمنى له تفاعلا أكثر من قبل صناع القرار، كون الاصلاح مسيرة حثيثة لا يمكن له أن يتحقق بين يوم وليلة، وأن ما يحدث في العالم يستدعي تسريع وتيرة الاصلاح لتتأتى لوطننا الموائمة بين حاجات المواطنين وبين الأداء الحكومي الذي لا يكون متوازيا في أغلب أحيانه بالشكل المطلوب.

في مداخلاتهم، تطارح الحضور مع الضيف وجهات نظرهم وأسئلتهم، فتحدث عضو المجلس المحلي بالقطيف الأستاذ سعيد الخباز عن قضية البطالة رابطا لها بالاستقدام الخارجي المكثف، ومشيرا إلى أن اقتصاد الوطن مهيكل على العمالة الرخيصة، وأكد أن الوضع لا يمكّن من تحقيق نتائج طيبة لعلاج قضية البطالة، خصوصا في ظل فشل الاستثمار الخارجي في استقطاب مشاريع مرتفعة الأجور في الوقت الراهن.

كان ذلك قبل أن يشير معالي السفير لاحتلال المملكة المرتبة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاستثمارات المجتلبة، في الوقت الذي لم تساهم الاستثمارات الخارجية في الحد من البطالة ليس لعجزها عن ذلك، بل لغياب مفاتيح أساسية أخرى كمخرجات التعليم، والتشريع المحلي والتدريب وغير ذلك.

الكاتب عبد الله العبد الباقي تحدث بشمولية عن العقبات التي تواجه عملية الاصلاح مشيرا الى ان الآمال بدأت تتضاءل والتشاؤم اصبح سيد الموقف لانعدام التوجهات والخطوات الجادة في عملية الاصلاح. أما الأستاذ خليل الفزيع رئيس تحرير جريدة اليوم سابقا تحدث عن أهمية إصلاح الذمم التي ساهم غيابها فضلا عن غياب مؤسسات المجتمع المدني في فتح الباب للفساد الإداري والاقتصادي، وأكد على أن إصلاح الذمم هو السبيل المطلوب للرقي بالوطن أمام مواطنيه والعالم، من خلال تحقيق المزيد من الانجازات.

سماحة الشيخ حسن الصفار أكد على أن التغيير لوحده لا يكفي إن لم يكن مواكبا لوتيرة التغيير في المجتمعات العالمية، وأنه لن تكفي مواكبته لوتيرة التغيير لتحقيق التغيير محليا لأنه سيكون بذلك الشكل مجرد محافظة على المسافة القائمة بين المحلي والعالمي في الوقت الذي يتطلب من المحلي تجاوزهم. 

كذلك تحدث سماحته عن ضرورة الإصلاح الديني والثقافي وذلك من خلال الاتجاه الصحيح لقراءة الدين بقضاياه وتشريعاته لتجنب قراءته بفكر أحادي تحتكره له مدرسة ما، وأن يكون الطرح الديني أقرب لمقاصد الشريعة فيأخذها بعين الاعتبار حتى لا يكون الفهم النصي هو السائد بعيدا عن مقاصده العليا، وأهمها تحقيق كرامة الإنسان والعدالة بين أبناء البشر.

وعن مسيرة المرأة السعودية في المستقبل القريب تساءلت الأستاذة عالية آل فريد، وأشار السفير إلى أن وجود المرأة في منتدى الثلاثاء بموازاة الرجل إشارة للتغيير الاجتماعي الذي حدث في الخمس سنوات الماضية، كما أن وجودها في مراكز القرار العليا، ومشاركتها في مجلس خادم الحرمين الشريفين، ثم تكريمه الشخصي لعدد من السيدات واستقباله لهن في مكتبه رسميا، كل ذلك يدل على أن هناك حراكا إيجابيا للارتقاء بالمستوى المعنوي للمرأة والمستوى العلمي والفكري والوظيفي لها، الأمر الذي يبشر بمستقبل أجمل.

كانت المداخلات والاستفهامات الكثيرة التي طرحت من قبل الحضور الكثيف "مارثون أسئلة" على حد وصف معالي الوزير الذي كان حاضرا بوعي مكّنه من الإجابة عنها جميعا، مؤكدا في جوابه للاستاذ نبيه ابراهيم على أن الحوار والتواصل وإيصال الرأي بمختلف الوسائل المشروعة عبر مختلف القنوات المتاحة هو الطريق الأمثل للاصلاح.

قبل أن يختم الأستاذ ميرزا الخويلدي اللقاء بشكره على تجشمه عناء السفر للقطيف استجابة لدعوة منتدى الثلاثاء.