آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 5:53 م

طالبات الجامعات وهموم الطريق

عباس سالم

مع بداية كل صباح يتوجه طالبات الجامعات من منازلهن إلى جامعاتهن البعيدة عن أماكن سكناهن للوصول مبكراً لحضور المحاضرات اليومية.

تبدأ معاناة طالبات الجامعة صباح كل يوم ذهاباً وإياباً بركوب الميكروباص الذي يلف حول المنازل السكنية، ونقل الطالبات إلى مكان تجمع لهن ومن ثم ركوب الباص الثاني الذي سوف ينقلهن إلى الجامعة.

إن خطر الحوادث المرورية لا زال يلاحق طلاب وطالبات التعليم الجامعي في محافظة القطيف وقراها، والذين يدرسون خارج مدينتهم غير المحظوظة بأن تكون فيها جامعة يمارس فيها الناس حقهم في التعليم الجامعي على أرضهم، أسوة بباقي المدن المستحدثة التي قامت وزارة التعليم العالي ببناء أحدث الجامعات فيها..!!

أكثر من حادث وقع في البلاد لسيارات الميكروباص التي تنقل طالبات الجامعة، وراح ضحيته طالبات في عمر الزهور، قد يكون بسبب إهمال من سائقي سيارات الميكروباص. فمن المسؤول؟ وبسبب غياب النقل العام أُجبر الناس على الاتفاق مع سائقي الميكروباص وبعضهم من الشباب اللامبالي وغير المتقيد بأنظمة السير.

في كل دول العالم تقوم وزارة النقل العام بنقل الموظفين والعمال وطلاب وطالبات المدارس والجامعات من وإلى مختلف المناطق والمدن، فأين نحن من هذه الخدمة بين مدننا يا وزارة النقل؟ حيث إن الكثير من طلاب وطالبات المدارس والجامعات يقوم بخدمتهم كوادر من المواطنين الذين يملكون أسطول من الباصات الصغيرة «الميكروباص»، وذلك مقابل مبلغ شهري يدفعه المواطن المسكين «ولي الأمر» إلى صاحب الباص أو المؤسسة المالكة..!

من المستغرب أن يبقى وضع النقل العام مهملاً، وكأنه لا يهم أحداً من المسؤولين في الوزارة! وإن مدن المملكة كافة تفتقر إلى وجود النقل العام فيها، وغياب النقل العام في المدن له أضرار ومشكلات خطيرة، منها تكدس السيارات الخاصة، واختناق المدن بها نظراً لاضطرار الناس إلى تملك السيارات الخاصة كوسيلة نقل لا بديل عنها، وما نشاهده اليوم من ازدحام مروري خانق هو شاهد على ذلك، ونتاج طبيعي لغياب النقل العام في مدننا.

عندما نأخذ الدور الرائد الذي تقدمه شركة أرامكو السعودية في خدمة نقل موظفيها وعائلاتهم من وإلى مختلف مناطق الشركة في المنطقة الشرقية مثالاً يحتذى به، حيث أن أرامكو ومنذ تأسيسها عملت على تأمين سلامة موظفيها وعائلاتهم من أخطار الطرق، وذلك بالتعاقد مع أحد شركات النقل الوطنية لنقل الموظفين وعائلاتهم من منازلهم في مختلف المدن والقرى إلى أماكن عملهم.

نحن للأسف لا نستفيد من تجارب الآخرين حتى وإن كانوا بيننا! وإلا أين أنتِ يا وزارة النقل العام؟ لماذا لا تعملين على تسيير باصات حديثة لمختلف المدن والقرى لنقل الموظفين والطلاب والطالبات في المدارس والجامعات؟ أين أنتم يا مدراء الجامعات لماذا لم تعملوا على تسيير باصات حديثة لنقل الطلاب والطالبات من المدن والقرى البعيدة عن الجامعة بعشرات الكيلو مترات؟ وهل يرضيكم الحوادث التي تزهق فيها أرواح بريئة لطلاب وطالبات الجامعات بين الفترة والأخرى؟

نتمنى من كل المسؤولين في وزارة النقل العام أن يقوموا بمسؤولياتهم ويعملون على تسيير الباصات الحديثة لنقل الموظفين والعمال بين المدن والقرى، والتي سوف تساعد على فك الاختناقات المرورية من السيارات الخاصة التي تغص بها الشوارع، وكذلك المسؤولين في وزارة التعليم والتعليم العالي أن يقوموا بمسؤلياتهم ويعملوا على إيجاد حل لمأساة الناس في التنقل بين المدن والقرى من وإلى المدارس والجامعات.

مصاريف النقل في الميكروباصات وهموم الطريق لا زالت تقلق الأولياء وطالبات الجامعة، فهل يبتسم الحظ لمعاناة طال انتظارها أرهقتهم مادياً ونفسياً بتسيير باصات النقل العام من وإلى الجامعات؟.