اِخْتَرْ نَفْسَك عندما تَكُونُ وحيدًا!
الوحدة كمصطلحٍ يُمْكِنُ تعريفها بأنها:
”شعور قوي بالفراغ والانقطاع عن الآخرين والانعزال عن الناس“.
فِكْرَة أنك ”وحيد“ في وقت ما، مع شعورك بالسعادة والأنس والرضا قد لا تروق للبعض، وقد يَرَوْن أن تلك الوحدة هي نتيجة حتمية وواقعية لعدم التكيف مع المجتمع وتعقيداته، وأظن أنهم لو جربوا الوحدة بمعناها الإيجابي فأظن أنهم سيغيرون رأيهم، وستتجه بوصلة عقولهم إلى الجوانب المضيئة في مفهوم الوحدة.
الوحدة الإيجابية هي أن تنفرد بنفسك وتتحدث معها بإيجابيةٍ تُشعرك بالسعادة والابتهاج والحبور، مع ابتعادك التام عن شعور الكآبة والإكفهرار والطِيَرة.
ولكي تنجح في تحقيق الوحدة الإيجابية، وتعيش روعة جمالياتها فما عليك إلا أن تتبع الأمور التالية:
- تَقَبَّلْ وتَفَهَّمْ حقيقة أنك لوحدك، وأن وحدتك هذه لا تعني أنك منبوذ وغير مرحب بك من قِبَل الآخرين ممن حولك، بل عليك أن تنظر إلى هذه الوحدة بأنها فترة زمنية قصيرة تحدث من حين إلى حين، حيث تنقطع فيها بكامل إرادتك ورغبتك عن العلاقات مع الناس.
- كُوِّن علاقة صداقة مع نفسك، فعندما تكون صديقا لنفسك فإن وحدتك ستجعلك قريبا منها أكثر، وسيشعرك ذلك بالخصوصية التي ستشكل لك نوعا من الدفء والاحتضان والحب لذاتك المفقودة.
- تَذَكَّرْ في تلك الحالة من الوحدة الإيجابية أحباءك وأصدقاءك ممن تربطك بهم علاقات مودة ومحبة، وفَرَّغْ ذاكرتك من كل المواقف والذكريات عدا المواقف الرائعة والذكريات السارة التي احتضنتك وإياهم.
- فَكَّرْ في نجاحاتك السابقة الصغيرة منها والكبيرة، وانْظُرْ إليها بعيون يملؤها بريق الفرح وتحيط بها نشوة الفوز.
- اِبْنِ جسرا بين نجاحاتك التي تحققت والنجاحات التي تسعى وترغب في تحقيقها، فذلك يشعرك بقيمة الوحدة، وأنها - أي الوحدة - أصبحت حالة إيجابية لتحقيق الطموحات، ومصدرا روحيا لإنجازات جديدة.
- اِبْتَعِدْ عن مشتتات تلك الحالة الجمالية والتي تتظافر مع اختيار المكان الملائم لوحدتك، فلا يشغلك هاتفك النقال وغيره في التأمل إلى روعة المكان بأدق تفاصيله، فذلك يزيد من مستوى السعادة عندما تكون مع وحدتك التي اخترتها بمحض إرادتك.
- اِغٍتَنِمْ تلك الوحدة في تحصيل الاسترخاء الذهني الذي يؤدي دورا كبيرا في التخلص من التوتر والقلق والضغط النفسي.
إن تلك اللوحة البديعة التي رَسَمَتْهَا أناملك بألوان قوس قزح المتناسقة، والتي لا عناصر فيها إلا أنت ووحدتك الإيجابية، ستصبح من أجمل وأنْفَسِ اللوحات التي تقتنيها، ولا ريب من أنك ستضعها أمامك ونصب عينيك دوما، وكلما سنحت لك الفرصة لتعيش وتمارس الوحدة الإيجابية فإنك لن تألو جهدا في إنتاج لوحاتٍ أخرى؛ تُزَيّن بها حياتك وتُسعد ذاتك.