كيف يكون إعجاز علمي في القرآن الكريم وقد اكتشفه العلم الحديث اليوم؟
﴿أَوَلَم يَرَ الَّذينَ كَفَروا أَنَّ السَّماواتِ وَالأَرضَ كانَتا رَتقًا فَفَتَقناهُما وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ﴾ [الأنبياء: 30]
حوار مع دكتور عن الأعجاز العلمي في القران الكريم والسنة المطهرة
دار حوار بين معلم ودكتور حول مقطع فيديو لأحد الأطباء
يتحدث فيه عن تجربة أثبتت علمياً أن قلة شرب الماء مفيدة للجسم في بعض الحالات وأن شرب الماء يكون بحسب حالة الشخص بخلاف مايُروج له من أن كثرة شرب الماء هو المفيد بشكل مطلق.
وهنا تبادر سؤال هل هذا الإثبات يوافق ما صدر من بعض المعصومين في قلة شرب الماء كما في رواية عن ابي عبد الله الصادق قال: «إياكم والاكثار من شرب الماء فانه مادة لكل داء»، وفي حديث آخر «لو أن الناس أقلوا من شرب الماء لاستقامت أبدانهم» «المحاسن ص570 - 571 ووسائل الشيعة: ج17 ص190».
السؤال من الدكتور: كيف يكون إعجاز علمي في القرآن الكريم وقد اكتشفه العلم الحديث اليوم؟
المعجزة: من أشهر تعريفاتها أنها أمر خارق للعادة أو هي ما جاء بها أحدهم ولا يستطيع بقية الناس على أن يأتوا بمثلها في زمانهم أو تكون خالدة في زمانه وتمتد ألى آخر الزمان، ولأن القرآن الكريم أساسه هداية الناس من الظلمات إلى النور فقد شجع على العلم وأمر به كما قال تعالى: ﴿أَفَلا يَنظُرونَ إِلَى الإِبِلِ كَيفَ خُلِقَت﴾17 ﴿وَإِلَى السَّماءِ كَيفَ رُفِعَت﴾18 ﴿وَإِلَى الجِبالِ كَيفَ نُصِبَت﴾ [الغاشية: 19].
وكلها دعوة للتفكر والتأمل في خلق الله من خلال هذه المعلومات يشجع القرآن الكريم على الاكتشاف فالاخبار بها في تلك الفترة دون وجود أي إمكانات يعتبر إعجاز علمي، فحين يستخرج الأمام الصادق قبل اي تكنولوجيا وتقدم هذه المعلومة من القرآن الكريم تعتبر معجزة.
نعم هي معجزة بلحاظ أنه تحدث عنها الأمام قبل 1400 عام فما دامت غائبة عن العلم كل هذا الزمن ثم اكتشفت فهنا الإعجاز اذ لا مختبرات ولا فحص عينات ولا تجارب ولا دراسات ويذكرها القرآن. هنا الإعجاز الذي نشير إليه.
مثال: لو أن أحد اليوم قال أن في كوكب زحل حيوان يعيش رغم فقدان الأكسجين مع وجود كل هذا العلم اليوم لكنه لم يثبت في ذلك الزمان عند عامة الناس وبعد مضي 1400 عام تم تأكيد هذه المعلومة فيُعد هذا الإخبار معجزة في حد ذاته. إذ كيف علِم ذلك مع عدم توفر الأدوات والإمكانات اللازمة لاكتشافه ورغم ذلك تم الإخبار عنها.
هذا لا ينافي أن كثرة شرب الماء في بعض الحالات مفيد لعلاج الحصى في الكلى وغيرها من الحالات التي تحتاج لسوائل أكثر كما أثبتها الطب في بعض حقوله المعرفية.
المعلم: يعني لا يوجد تعارض بين الاكتشاف العلمي وبين المعجزة؟
الجواب: نعم لا يوجد تعارض.
المعلم: سأرسل جوابكم للدكتور وأنتظر تعليقه.
تعليق الدكتور: النبي الذي أتى بالقرآن لم يدّعِ وجود حقائق علمية فيه ولم يستدل بالاعجاز العلمي على الناس لإثبات نبوته. وهذه الفكرة لم تنشأ إلا في المائة سنة الأخيرة.
الجواب: مشتبه يادكتور.
ليس كما فهمت والظاهر أنك لم تلتفت إلى كلامي جيداً حيث قلت فيما سبق من الجواب: أن لكل علم موضوع مثال علم الطب موضوعه المريض علم الفلك موضوعه النجوم والكواكب علم اللغة العربية موضوعه الحرف والكلمة والجملة.
وعلم القرآن الكريم موضوعه هداية الإنسان كما أشرت لك في المقال السابق لكن لا يمنع من وجود اعجاز علمي ورد في القرآن الكريم وقد ذكرتُ لك بداية المقال آية جامعة شاملة لم يبطلها العلم الحديث حتى اليوم وهو حكم كلي وهو قوله تعالى
﴿وَجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤمِنونَ﴾ [الأنبياء: 30]
فأتني بمخلوق على وجه الأرض يخلو من عنصر الماء ولو بنسبة قليلة ولو كنا نأخذ في الأحكام الكلية لغة التغليب اذ لا يمكن تعميم التجربه في كل افرادها في الأرض مثالها.
الحديد بعد عدة تجارب لمجموعة من أصناف الحديد وجدنا أن الحديد يتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة بالرغم أن الإنسان لم يجرب جميع ذرات الحديد في الأرض ورغم ذلك أطلق حكم كلي فجاء القرآن وأطلق حكم علمي قبل 1400 عام وهو «وجعلنا من الماء كل شيء حي» فمن أين أكتشف النبي محمد ﷺ أن هذه القاعدة المعرفية العلمية موجودة في جميع المخلوقات هنا يستخرج المعصومين الأعجاز العلمي في القران الكريم.
وهناك مثال آخر عزيزي الدكتور في آية أخرى وهو قوله تعالى ﴿وَأَنزَلنا مِنَ المُعصِراتِ ماءً ثَجّاجًا «14» ﴿لِنُخرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتًا﴾ [النبأ: 15]
فمن أخبر النبي الأعظم محمد ﷺ أن العلة من خلق الغيوم تجمع مياه الامطار ونتيجة احتكاك الغيوم بعضها ببعض تتولد طاقة من الرعد والبرق فينزل المطر والذي سيكون بسببه إنبات الأرض فتأمل يادكتور
وقوله تعالى ﴿ثُمَّ استَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرضِ ائتِيا طَوعًا أَو كَرهًا قالَتا أَتَينا طائِعينَ﴾[فصلت: 11]
أُُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عُقِد في القاهرة ولما سمع البروفيسور الياباني «يوشيدي كوزاي» تلك الآية نهض مندهشاً وقال لم يصل العلم والعلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً وأفلاماً حية تُظهر نجماً وهو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم ثم أردف قائلاً «إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام والصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً» وقال «بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السنين».
وأختم بهذه الآية في قوله تعالى ﴿وَالسَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ﴾ الذاريات
- وقد أثبت العلم الحديث أن السماء تزداد سعة باستمرار فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وأله وسلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلفة؟ هل كان يملك تليسكوبات وأقماراً اصطناعية؟!! أم أنه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟؟؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن هذا القرآن حق من الله؟؟؟
هذه بعض الأمور تحتاج تأمل وتفكر ومثلك يادكتور يؤمن بالعلم وصاحب شهادة عالية تفهم ذلك جيدا ورغم كل ذلك الأساس في القرآن الكريم أنه كتاب هداية ورعاية وصلاح للأنسان لكن لا يخلو من إشارات علمية لا ينكرها إلا جاحد أو غير مطلع على علوم القرآن الكريم
أرجو أن أكون أوضحت الفكره أخي الدكتور الكريم.