آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:55 م

يوم في حياة أم سعودية ”عاطلة عن العمل“ «5»

المهندس عيسى المزعل *

«على خلفية موسيقى هادئة حاولت أن تسترخي لتريح أعصابها التي لم تهدأ منذ الرابعة فجرًا. أغمضت عينيها محاولة النوم… وأنى لها ذلك.؟ …»

أخذت تفكر في حالها. هل هي سعيدة في وضعها الحالي.

هي بالطبع سعيدة بقدرتها على رعاية أُسرتها الصغيرة. هي أصبحت أقرب من أطفالها، ومن زوجها الذي تسميه ”طفلي الرابع ذي الشوارب الكثًة.“ بالطبع هي تحب حياتها الحالية، مين قدها.. سيدة بيت، مرتاحة في بيتها، «عاطلة عن العمل» …

ها.. ها.. ها…

ولكن، على من تضحكين يا هدوي؟! ….

أن تضحكي على جميع الناس، لبعض الوقت. ذلك أمر ممكن..

أن تضحكي على بعض الناس لكل الوقت. ذلك أيضا أمر ممكن،،

ولكن،، أن تضحكي على نفسك للحظة واحدة.. ذاك هو الإستحالة ذاتها.

عادت بذكرياتها لأيام طفولتها…

نبوغها كان بارزاً وهي في مرحلة دراستها الابتدائية. لذا فقد ُ ضمت لبرنامج رعاية الطالبات الموهوبات مبكراً. أنهت المرحلة المتوسطة في عامين، وكان بإمكانها إكمال المرحلة الثانوية في سنة واحدة، لولا تخوف والدتها عليها من ”الحسد“، لذا فضلت التريث قليلا، فأنهت المرحلة الثانوية في عامين. وتخرجت ضمن العشر الاوائل في المملكة.

كان يمكنها أن تختار أي جامعة تفضلها في أي منطقة في المملكة، الا أنها فضلت أن تكون قريبة من أهلها.

قُبلت بسهولة، في كلية الطب بجامعة الدمام. الجميع كان يتوقع أن تصبح طبيبة، فذلك المجال الوحيد الذي ينسجم، حسب ظنهم، مع مستواها المتميز. والدتها كانت تكتفي بالدعاء لها بالتوفيق، وان ييسر الله أمرها لما فيه خيرها. الا أن طموح والدها كان أكثر تحديدا. فقد كان يناديها ”دكتورة هدى“، وهي في سنتها الاولى بالمرحلة الثانوية.

”ما من وظيفة تناسب إنسانة بهذا الذكاء، سوى إنقاذ حياة البشر.“ هذا ماكان يقوله أبوها دائما.

إعتزازه بإمكاناتها مبالغٌ فيه.. قليلا. تعتقد هي.

الا أنها لا تنكر ان ذلك يملؤها غبطة، ويحملها مسؤولية مضاعفة.

بدأت بالفعل في تجهيز نفسها لدراسة الطب. تأتي الملابس في مقدمة هذه الأمور، والأحذية بالطبع..

”ترى أي الأحذية تناسب الدكتورة هدى؟“ …كانت تحلم وتحلم وتحلم،،

وإذا بالحلم يجهض.. بسرعة.. وقسوة.

حبها الكبير للطب، ولتحقيق أُمنية والدها دخل في منافسة خاسرة مع حب كبير آخر.

يتبع،،،،