الرضا الوظيفي والانسجام الإداري بالأعمال الخيرية
هل هناك مقياس للرضا؟ هل هناك حدود لرغبة الإنسان ورضاه؟، سيبقى الإنسان في طلب دائم للراحة وللعوامل المادية المشبعة لطلباته حتى الفرد صاحب المشروع الذي يعمل بعمله الخاص بعيدا عن إدارة وإشراف الآخرين لن يرضى عن ربحه ومكاسبه مقارنة بما يبذله من جهد فكيف بموظف يعمل تحت إشراف وإدارة غيره وهذا الإشراف بيد إنسان خاضع للمزاج الشخصي والعوامل الأسرية والاجتماعية التي تتحكم في رغباته مهما كانت دقة المعايير التي يستخدمها لقياس الأداء الوظيفي.
ارتبطت المنظمات والإدارات بعمل له وقت معين ونظام محدد واقتضى سير العمل الإشراف ورئيس ومرؤوس هذه العلاقة الرسمية من الأعلى إلى الأسفل والعكس محل نقاش في بيئات العمل خصوصا فيما يتعلق بالمرؤوس وحقوقه وواجباته ورضاه عن العمل، غالبا ينطر المرؤوس إلى نفسه أنه مظلوم.
من طبيعة العمل المنظم في الشركات والمؤسسات وجود هيكل تنظيمي يشمل إدارة عليا ووسطى وسفلى وأوامر من الأعلى إلى الأسفل هذا ينطبق على المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية وموظفيها وعلاقتهم بالعمل الاجتماعي والخيري.
يتميز العمل في المؤسسات الاجتماعية والخيرية بموظفين يخضعون لقوانين نظام العمل وإشراف وإدارة منتخبة لها رؤية معينة لفترة محدودة تهدف للإنجاز وتحقيق أهداف المجتمع خيريا وتنمويا.
الموظفون والكادر التنفيذي يعتبرون قناة الاتصال ما بين مجلس الإدارة والمجتمع أي الموظفون هم محطة لقاء الجمهور ومتطلباتهم ومنفذين لخطط مجلس الإدارة التي تجعلهم يعتقدوا أنهم يقومون بمهام كثيرة وواجبات متنوعة يوميا.
أداء الواجبات والمهام بشكل يومي مع مقابلة مستفيدين وجمهور تشكل ضغط على الموظف ويعتقد الموظف أن من يخفف هذا الصغط وعبء العمل التعويض المادي والحوافز والمكافآت المالية.
رغم أن المؤسسات والجمعيات الاجتماعية والخيرية تقدم لبعض كوادرها مساعدات وإعانات لكن الموظف لا يقتنع إلا بما يراه في الراتب بشكل رسمي حتى تفيده براتب التقاعد.
من الصعب جدا علاج كل طلبات الموظفين والكادر الإداري الوظيفي ماديا ومعنويا في المؤسسات الاجتماعية لكن ممكن التخفيف منها بأمور منها:
- اختيار الكادر الوظيفي المحب للتطوع
- تهيئة الموظفين على العمل الخيري
- منح الموظفين دورات تدريبية دائمة
- الاستفادة من بعض مميزات الأعمال الخيرية
- ربط المكافآت المالية بالانجاز والجودة
- المرونة في ساعات الدوام الغير مؤثرة بسير العمل
- اعتماد الهيكل التنظيمي الأفقي لتقليص الأوامر
- تقليص نظام الأوامر وعدم تعدد سلم الإشراف
- الشفافية والوضوح بالأنظمة والقوانين
- المرونة في الإدارة والاشراف
- مشاركة الموظفين في اتخاذ القرارات
تحقيق أهداف الإدارة وتذليل العقبات في المؤسسات والجمعيات الخيرية توجب التفاهم والانسجام بين الإدارة العليا والتنفيذية.