آخر تحديث: 12 / 12 / 2024م - 9:31 م

ماذا يريد الشباب منكم؟

عبدالواحد محمد المطر * صحيفة مال

إلى المسئولين في الإدارات الحكومية واضعي السياسات والخطط، شركات القطاع العام والخاص، المجتمع بكل فئاته.

موضوع التنمية البشرية وتفعيل دور الشباب محوري واساسي في أي اقتصاد ويزداد أهمية في المملكة إذا علمنا أن أكثر من 60 % من الشعب تحت عمر الثلاثين سنة ويشهد دخول حوالي 350 الف شاب وشابة الى سوق العمل سنويا. لن أدخل في التنظير بل سأحاول استعراض أهم ماينظر له الشاب ومايتطلع لوجوده حتى يبني حياته

عن ماذا يبحث الشاب/ة.

ماذا يريد؟

لنبدأ من مرحلة الدراسة، يحتاج الطالب/ة ال:

• بيئة تعليميم محفزة

• مباني، معامل فصول مصممة لاستيعاب طلاب وليس حشرهم في صناديق

• مناهج متطورة جديدة تحث على الابداع وتطوير المهارات وليس مجرد تغيير في الوان كتب الدراسة واضافة صور منمقة

• تهيئة عملية قبل التخرج من الثانوية واعطائهم الإرشاد الكافي والخيارات المتوفرة لتقرير الخطوة الفادمة المصيرية لحياتهم

• طرح التخصصات التي تناسب اقتصاد المستقبل بدلا من تكدسهم في تخصصات عفا عليها الزمن لمجرد ان لم تحصل لهم فرصة غيرها

عند دخول سوق العمل، ماذا يريد الشاب/ة من الشركة

• فرص وظيفية كافية وأنظمة عمل تكفل له المنافسة العادلة بعيدا عن الوساطات وعصابات التطفيش الاجنبية

• هيكل إداري واضح يتيح للموظف الجديد الفرصة لاعتلاء منصب أكبر والحصول على عائد مالي أعلى مقابل جهده وتطويره للانتاجية والربحية في الشركة

• راتب يكفى أساسياته في بداية حياته وأمان وظيفي بالقدر الذي يجعله يطمئن بأن إجتهاده وتضحيته لن تذهب هباء عند أقل تغيير في الشركة

• فرص تدريب تؤهله لتطوير مهاراته ومعرفته بما يحتاج للترقي الوظيفي

• معاملة الشاب المواطن بتقدير ونظرة أنه مصدر للأرباح وليس مجرد رقم تستخدمه الشركة لتحقيق نسبة التوطين

• تقدير عملي لصاحب الجهد المميز

• تسهيل أنظمة تأسيس الاعمال على الارض بعيدا عن التلميع الموجه للحصول على تصنيفات دولية مرتفعة

• تشجيع أصحاب الأفكار الجديدة والاختراعات المتميزة على تأسيس «عملهم» الخاص

ماذا يريد من مجتمعه:

• فتح قلبه وعقله واستيعاب همومهم وتطلعاتهم

• زرع أهمية العمل الجاد وتقبل مغامراتهم في بناء العمل الجديد وخصوصا انهم في مقتبل حياتهم. في حال فشل المشروع الأول فإن الزمن أمامهم ولاينبغي تثبيطهم

• الايمان بأن نظرة وتفكير الأجيال تتغير. المهارات المطلوبة، الشهادات الخبرات ومايخطط جيل اليوم لفعله يختلف كثيرا عن من سبقوه

تكريس قيمة العمل والإجتهاد في شتى المجالات وترك النظرة الدونية أو الشفقة على أي شاب لمجرد أنه يعمل في وظيفة لم يتعود عليها جيلنا يجب أن يؤسس. لنترك نظرة الاستغراب والفضول لشاب يعمل في سوبرماركت او فتاة تعمل في مصنع. كلهم يعملون لكسب عيشهم وتطوير مهاراتهم ولنحيي فيهم اجتهادهم بدلا من خيار الكسل والإعتماد على الغير الذي اتخذه البعض وغلفه بإطار عدم توفر الوظائف.

من خلال اطلاعي على العديد من المصادر والابحاث الاجنبية، تمحورت تطلعات طالبي الوظائف على البحث عن هدف يبرزون من خلاله، مسئوليات وتقدير، مرونة وفرص لتطبيق افكارهم ومن بعدها تقدير مادي. متطلبات مثل هذه مشتركة بين البشر ومنطقية جدا.

لن أقول ان ابنائنا وبناتنا متميزين وأفضل من غيرهم حول العالم لكني أقول انهم ليسو أقل منهم. مايحتاجونه هو الدعم وإتاحة الفرصة العادلة وحمايتهم من مافيا عصابات المتسترين. شبابنا مستعد لأي وظيفة، نعم أي وظيفة طالما وفرت له الدخل الكافي وأنظمة ادارية تشعره بالامان وتعطيه «الأمل» بغد أفضل.

أعلم أن هذا ليس بكثير ورهاننا سيبقى على ابنائنا وبناتنا واتمنى منهم مشاركتنا همومهم بالتعليق هنا او في أي منبر آخر، ماذا تريدون؟