آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:06 م

الأولاد بين التعليم المدرسي والديني

عباس سالم

الواقع الذي يمارسه أكثر الآباء والأمهات تجاه أولادهم هو في التعليم، والملبس، واقتناء أحدث الأجهزة الإكترونية، وما توصلت له تكنولوجيا الجوالات الذكية، ونسوا أو تناسوا تعليمهم أصول الدين وفروعه إلا القليل منهم!

إن الوالدين يحرصان على تعليم أولادهم في المدارس الخاصة والعامة، ومتابعة ما يتلقونه من الدروس اليومية في البيت والمدرسة، والحرص عليهم بتقديم مستويات ممتازة في الامتحان لاثبات المستوى العلمي الذي يليق بهم، لكنهم ينسون أو يتناسون تسجيلهم في دورة تثقيفية عن التكليف الشرعي الذي هم في أمس الحاجة إليه!

إن بعض الآباء والأمهات يهتمون بطعام ولباس الأبناء، وينسون غرس القيم والأخلاق فيهم! نشتري ما لذ وطاب وقل وكثر وندفع بالمئات، وعندما نجد مركزاً لتعليم القيم والأحكام الشرعية مقابل مبلغ رمزي ندفعه ترانا نضع كماً هائلاً من الأسئلة حوله! وقد نمتنع عن تسجيل أبنائنا فيه، ونفتخر بتقليل أهداف هذا المركز في مجالسنا!

إن وسائل الإعلام المختلفة اليوم التي تبثها الكثير من المحطات العربية والأجنبية تسرق الطفل من عالمه وبيته وعاداته التي تربى عليها، خاصة عند متابعة برامج أجنبية مترجمة أو مدبلجة تنقل مفاهيم جديدة وغريبة تؤدي إلى التصادم مع واقع ما يعيشه ويلمسه الأطفال في مجتمعاتهم.

هناك أفلام للأطفال تعج بها محلات بيع الأقراص المدمجة والمرخصة من الجهات الرسمية وفيها كل السموم التي خدشت وشوهت براءة الطفولة بتجريد تام لأطفالنا من الموروث الأخلاقي في نظامنا الاجتماعي الذي يراعي الحياء والعفة والتعاليم الإسلامية.

وهناك قنوات عربية للأسف بطاقمها وتمويلها تتفنن بدبلجة عروض كرتونية تعج بالإباحية الجنسية الموجهة للأطفال، وفيها كل ما يخطر على بالك من محرمات ومهازل أخلاقية مقززة، وكل ذلك بحجة الإضحاك والتسلية للأطفال الأبرياء.

إن الأولاد ذكوراً وإناثاً يحتاجون إلى فهم أصول الدين وهي: العدل، والتوحيد، والنبوة، والإمامة، والمعاد يوم القيامة، وإلى غرس القيم، والأخلاق، وثقافة الأحكام الشرعية فيهم، كتعليم الصلاة، والصوم، وغيرها من أمور التكليف، وكذلك تثقيفهم بالمسائل الشرعية المهمة فيما يتعلق بالدِّين.

فإلى كل أم وأب عليكم بمراقبة أطفالكم وعدم تركهم يتغذون من شاشات التلفزيون المسمومة، فالخطر في بيوتكم يحدق بأطفالكم وأنتم غافلون، وسيظل الخطر محدقاً ما دام الجيل القادم يتغذى ثقافياً على هذه الأفلام الكرتونية التي أبطالها يمارسون الجنس فوق شطآن الطفولة التي قتلتها محطاتنا العربية الموجهة إليهم.

تعالوا بهم إلى المساجد ليحصلوا على الثقافة الدينية، فهي دور للعبادة فيها يخاطب الناس ربهم ويدعونه بفنون الدعوات، وفيها يتعلمون الأخلاق الإسلامية، والتواضع، والتسامح فهي المنارة الدينية التي لا ينطفئ شعاعها، تعالوا بهم إلى مجالس الحسين فهي نبراس لغرس القيم والمبادىء وتغيير الذات، ولا يقل أهميةً عن ذلك إلحاق الأطفال ببرامج موجهة لهم تخاطب فكرهم وتتناسب مع عقولهم.

إن الإنسان عندما يغادر هذه الدنيا ويوارى بين اللحود ويغادره الأهل والأحباب والأصدقاء، سوف تأتيه ملائكة ربه الذين لن يسألوه عن رصيده البنكي، ولا عن شهاداته العلمية، ولا عن منصبه الوظيفي وغيرها، وإنما يسأل عن: أصول دينه، وعن من هو نبيه، ومن هم أئمته، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.