آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:32 م

لم نكرمه.. فكرمه الآخرون

جمال الناصر

علي سعيد مرار، مهندس كرة اليد بنادي مضر، أيقونة، أفرزتها عشقه، لناديه، وطنه، لعبة كرة اليد، التي أخذها لضفتيه، لتأخذه لضفافها العشب والماء. على موعد في احتفالية تكريمية، لشخصية رياضية، لم يكن وقتها بمعزل عن معانقة معشوقته كرة اليد، كنا دائمًا، نلقي اللوم على ”قبعته“، نتيجة لكل هذا الوقت الكبير، الذي يبعده عن أسرته تحديدًا، لكنه لمن العبث، لا ييصغي لنا، إنما كان مع رفاقه، يهدينا البهجة، ويرسمنا وجهًا، كضوء الشمس وأكثر إشراقًا. نعم ”لم نكرمه.. فكرمه الآخرون“، منذ فترة ليست الدقائق أو الثواني، هي فسحة، ابتعد حينها عن معشوقته، أراد أن يكون مبصرًا، رقصاتها، خلخالها، تطرب العاشقين رقصًا على ردهات المنصة، ومكانية الجمهور من الفراغ حيزًا، يملئ الصالات أهازيجها، رائحتها لون عيينها ”برتقالي“، ورمشيها ”أملح“.

بعد ساعات من الآن، إلى بعض أيام، يكرم علي مرار، الذي يحلو، لمحبيه تسميته ”الزعيم“، لا أعلم حقيقة ماهية سبب هذه التسمية، لكن - ربما -، لعشقه فريق الهلال، الذي كان يلقب ب ”الزعيم“. يكرم ”مرار“، تكريمًا، نراه متأخرًا عن موعده، آلاف الأمتار، المسافات، يأتي تكريمه في لحظة، تعصر القلب آه، تعدوها آهات. - علي مرار -، الشخصية، التي مركزية رؤيتها، أن تكريم كل من يخدم مجتمعه، كل من يكون منجزًا، كواجب عليه، تجاه هؤلاء، وما لجنة ”سفير النوايا الحسنة“، التي استحدثت مؤخرًا، إلا شاهدًا على هذه الثقافة التكريمية، التي يتبناها ”مرار“، هي التحفيز والتشجيع، والتنويه لكل من يمثل نموذجًا، يقتدى به، لتقتدي به الأجيال. كنا ولا زلنا، أمنيات النفس، أن يكرم - مرار -، من قبل مجلس إدارة مضر، كيان مضر - عشقه وأحلامه -، بعد استقالته، وابتعاده ميدانيًا عن الرياضة، عن كرة اليد، التي شغف فيها عشقًا، لتسكبه حياة.

نعم، ألمحنا في مقال سابق، كإشارة، يتقنها اللبيب، لإقامة تكريم في ذاتية الاتجاه والظل - ولكن لكل عذره وظروفه، وكل سعي طيب، هو سعي مشكور في ذاته وبيئته -، ولعل تكريمه القادم، تحمله الشواطئ، خارج الأسوار الجغرافية لبلدة القديح، - ربما -، تحمل في طياتها لغة، بلاغيتها باتساع الأفق، أرادت أن تكون لغة، يحتضنها الجميع بمختلف مشاربهم، ألوانهم، حدودهم الجغرافية. إن القديح بلدة صغيرة زواياها، كبيرة بالإبداع والتميز باختلاف الأفق، كم مبدع ذكرًا كان أم أنثى، سبقنا ومضى، متلحفًا كفنه، ومبدع بيننا، نبصره لا نحدق فيه، نمشي بعيدًا، نستجديها الخطوات، فلا واقعه يعنينا ولا ظله، ثمة شيء، لنا أن نراجعه، لتستقيم الخطوات.