عرف نفسك مجردا
كنا مساء ليلة 18 ديسمبر 2017 م في ضيافة ”لجنة مبادرون“ بدورة في علوم التسويق أدارها والقاها المهندس محمد الوصيبعي. اسئلة المقدمة اصابت البعض من المتاملين بالصدمة الا ان الطلب الاول بصياغة سؤال اعيد انتاجه هنا بهذا الشكل:
”عرف نفسك مجردا من اي وظيفة او لقب“
كان لهذا الطلب وقعا ذو اثر في نفسي لانه خلاف لممارسة تقديم النفس في محيط العمل امتدت لعشرات السنين.
وبالفعل هدا السؤال اعاد برمجة البعض لحظيا ليتكيف مع الاستجابة لطلب المحاضر؛ الا ان البعض من لهم روح التأمل حمل السؤال معه لما بعد بعد الدورة وقد يعيد صياغة تفكيره بناء على روح ذاك السؤال ليعيد انتاج نفسه.
من واقع معاش لاسيما في الاوساط الاجتماعية، الكثير من الناس يتباهى ويقدم تعريف نفسه مقترنا بوظيفته او منصبه او وجاهته او نسبه او ثراءه او امجاد اجداده.
وبالعادة يكون التعريف هو مدخل لبناء العلاقة مع الاطراف الاخرى سواء على اساس مصالح او فرز اعتبار او تصنيف طبقي او ابراز أنتماء او حسابات جهوية او انتماء علمي او.. او...
بل حتى بعض من المتقاعدين يعيد تعريف نفسه بناء على انتماؤه الوظيفي السابق او اخر منصب وظيفي احيل على التقاعد عليه.
بالنادر نسمع تعريف شخص لذاته على اساس انساني او انتاجه البشري او مساهماته فاعلة او مبادراته القيمه لخواءه من كل ذاك.
هذه مجرد تاملات لذالكم السؤال وهذا يجعلنا نتسأل: هل وقعنا كافراد مجتمع كما وقعت الامم السابقة في مطب التفاخر او التقوقع في تكبير الذات وشملتنا اية ”ألهاكم التكاثر“؟!
مجرد تفكير بصوت عالي
وشكرا لكل من يتبنى بوادر ودورات مثاقفات اجتماعية رائدة تزيد من مساحة الوعي ورفع الهمة الاجتماعية.